Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 1-3)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تبارك الذي } أي : تكاثر خير الذي { نزّل الفرقان } وتزايد ، لأن إنزال الفرقان هو إظهار العقل الفرقاني المخصوص بعبده المخصوص به بانفراده من جملة العالمين بالاستعداد الكامل الذي لم يكن لأحد مثله ، فيكون عقله الفرقاني هو العقل المحيط المسمى عقل الكل ، الجامع لكمالات جميع العقول ، وذلك إنما يكون بظهوره تعالى في مظهره المحمدي بجميع صفاته المفيض بها على جميع الخلائق على اختلاف استعداداتهم ، وذلك الظهور هو تكثر الخير وتزايده الذي لم يمكن أزيد ولا أكثر منه ، ولذلك قال : { ليكون للعالمين نذيراً } أي : على العموم ، فإن كل نبيّ غيره كانت رسالته مخصوصة بمن ناسب استعداده من الخلائق ، ورسالته عليه السلام عامة للكل ، وهو بعينه معنى ختم النبوّة ومن هذا تبين كون أمتة خير الأمم . { الذي له مُلْك السماوات والأرض } يقهرهما تحت ملكوته ، أوجد كل شيء موسوماً ، يتعين بسمة الإمكان ، ويشهد عليه بالعدم { فقدّره تقديراً } على قدر قبول بعض صفاته ومظهرية بعض كمالاته دون بعض ، أي : هيأ استعداداتهم لما شاء من كمالاتهم التي هي صفاته .