Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 9-14)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أنا الله } القوي الذي قهر نفسك وكل شيء بالفناء فيه { الحكيم } الذي علمك الحكمة وهداك بها إلى مقام المكالمة { وألق } عصا نفسك القدسية المؤتلفة بشعاع القدس ، أي : خلفاً عن الضبط بالرياضة وأرسلها ولا تمنعها عن الحركة فإنها تنوّرت { فلما رآها } تضطرب وتتحرّك { كأنها } حيّة غالبة بالظهور { ولى } إلى جناب الحق { مُدْبِراً } خوف ظهور النفس { ولم يعقب } أي : لم يرجع وبقي مشتغلاً بتدارك البقية { لا تخف } من استيلاء النفس وظهور الحجاب ، فإن النفس إذا حييت بعد موتها بالإرادة وفنائها بالرياضة إن استقلت بنفسها واستبدت بأمر كانت حجاباً وابتلاء ، وإذا تحرّكت بأمري حيّة بنور الروح والمحبة الحقانية لا بهواها لم تكن حجاباً { إني لا يخاف لديّ المرسلون } الذين أرسلتهم بالبقاء بعد الفناء وأحييت نفوسهم بحياتي . { إلا من ظلم } بظهور النفس قبل وقت الاستقامة واستحكام مقام البقاء ، فإنه ذنب حاله تجب عنه التوبة بالاستغفار والخوف بالابتلاء { ثم بدّل حسناً } بالخوف والتدارك بقمعها والالتجاء إلى جناب الحق من شرّها { بعد سوء } أية صفة ظهرت بها من صفاتها { فإني غفور } أستر بنوري ظلمتها { رحيم } أرحم بعد الغفران بصفتي القائمة صفتها الظاهرة هي بها . { وأدخل يدك } العاقلة العلمية { في جيبك } تحت لباس النفس متصلة بالقلب في إبطك الأيسر موضع الصدر { تخرج بيضاء } نورانية ذات قدرة { من غير سوء } أي : التلوين والظهور بصفة من صفاتها بل بالتنّور بالنور { في تسع آيات } أي : اذهب بهاتين الآيتين بين النفس القدسية والعاقلة العلمية الحيّة إحداهما بحياة القلب ، والمتنوّرة ثانيتهما بنوره ، في جملة تسع آيات هما ثنتان منها والباقية هي السبع المشار إليها في قول المتكلمين بالقدماء السبعة : وهي الصفات الإلهية التي تجلى بها الحق تعالى على القلب فقامت مقام صفاته ، وهي الحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والتكلم . { إلى فرعون } النفس الأمّارة بالسوء المحجوبة بالأنائية { وقومه } من قواها كلما ظهرت بتفرعنها على أية صفة في أي مظهر ظهرت وأينما وجدت اذهب بهذه الصفات { إنهم كانوا قوماً فاسقين } خارجين عن دين الحق وطاعته بدين الهوى ، منكرين للتوحيد بظهورهم . { فلما جاءتهم آياتنا مبصرة } منه نورانية تحيّروا فيها { وجحدوا بها } بظهورهم بصفاتها ومخالفتها { ظلماً وعلوّاً } وإن استيقنتها أنفسهم من طريق العلم والعقل لتفرعنها وتعوّدها بالاستعلاء وعدم ملكية العدل { فانظر كيف كان } عاقبتهم من الغرق في يمّ القطران لإفسادهم في أرض البدن بالطغيان .