Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 7-10)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وأوحينا إلى أمّ موسى } أي : النفس الساذجة السليمة الباقية على فطرتها وهي اللوّامة { أن أرضعيه } بلبان الإدراكات الجزئية والعلوم النافعة الأولية { فإذا خفت عليه } من استيلاء النفس الأمّارة وأعوانها { فألقيه } في يمّ العقل الهيولاني والاستعداد الأصليّ أو في يمّ الطبيعة البدنية بالإخفاء { ولا تخافي } من هلاكه { ولا تحزني } من فراقه { إنّا رادّوه إليك } بعد ظهور التمييز ونور الرشد { وجاعلوه من المرسلين } إلى بني إسرائيل . { فالتقطه آل فرعون } من القوى النفسانية الظاهرة عليه ، الغالبة على أمره ، فإنه لا يصل إلى التمييز والرشد ولا يتوقى إلا بمعاونة التخيل والوهم وسائر المدركات الظاهرة والباطنة وإمدادها { ليكون لهم عدوّاً وحزناً } في العاقبة ويعلم أن أعدى عدوّه النفس التي بين جنبيه فيقهرها وأعوانها بالرياضة ويفنيها بالقمع والكسر والإماتة . { وقالت امرأة فرعون } أي : النفس المطمئنة العارفة بنور اليقين والسكينة حالة المحبة لصفائها له التي تستولي عليها الأمّارة وتؤثر فيها بالتلوين { قرّة عين لي } بالطبع للتناسب { ولك } بالتوسط ورابطة الزوجية والتواصل . وقيل ، قال فرعون : لك لا لي . وعالجوا التابوت فلم ينفتح ، ففتحته آسية بعدما رأت نوراً في جوفه فأحبّته { عسى أن ينفعنا } في تحصيل أسباب المعاش ورعاية المصالح وتدبير الأمور بالرأي { أو نتخذه ولداً } بأن يناسب النفس دون الروح ، ويتبع الهوى ، ويخدم البدن بالإصلاح ، فيقوينا { وهم لا يشعرون } على أن الأمر على خلاف ذلك . { وأصبح فؤاد أمّ موسى } أي : النفس الساذجة اللوّامة { فارغاً } عن العقل من استيلاء فرعون عليها وخوفها منه لمقهوريتها له { إن كادت لتبدي به } أي : كادت تطيع النفس الأمّارة باطناً وظاهراً فلا تخالفها بسرها وما أضمرته من نور الاستعداد وحال موسى المخفي لكونه بالقوّة بعد { لولا أن ربطنا على قلبها } أي : صبّرناها وقوّيناها بالتأييد الروحي والإلهام الملكي { لتكون من المؤمنين } بالغيب لصفاء الاستعداد .