Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 154-154)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثمّ } خلّى عنكم الغمّ بالأمن وإلقاء النعاس على الطائفة الصادقين دون المنافقين الذين { أهمتهم أنْفسهم } لا نفس الرسول ولا الذين وافقوا علامة للعفو { لبرزَ الذين كُتِب عليهم القَتل إلى مضاجعهم } لقوله تعالى : { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ } [ الحديد ، الآية : 22 ] . { وليَبْتَلي الله ما في صُدُوركم } أي : وليمتحن ما في استعدادكم من الصدق والإخلاص واليقين والصبر والتوكل والتجرّد وجميع الأخلاق والمقامات ، ويخرجها من القوّة إلى الفعل { وليمحص ما في قلوبكم } أي : وليخلص ما برز منها من مكمن الصدر إلى مخزون القلب من عثرات وساوس الشيطان ودناءة الأحوال وخواطر النفس ، فعل ذلك فإن البلاء سوط من سياط الله يسوق به عباده إليه بتصفيتهم عن صفات نفوسهم وإظهار ما فيهم من الكمالات ، وانقطاعهم عنده من الخلق ومن النفس إلى الحق . ولهذا كان متوكلاً بالأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بياناً لفضله : " ما أوذي نبيّ مثل ما أُوذيت " ، كأنه قال : ما صفى نبيّ مثل ما صفيت . ولقد أحسن من قال : @ لله درّ النائبات فإنها صدأ اللئام وصيقل الأحرار @@ إذ لا يظهر على كل منهم إلا ما في مكمن استعداده كما قيل : عند الامتحان يُكْرم الرجل أو يُهَان .