Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 173-178)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الذين قال لهم الناس } قبل الوصول إلى المشاهدة { إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم } أي : اعتبروا لوجودكم واعتدّوا بكم فاعتدوا بهم { فزادهم } ذلك القول { إيماناً } أي : يقيناً وتوحيداً بنفي الغير وعدم المبالاة به ، وتوصلوا بنفي ما سوى الله إلى إثباته بقولهم { حسبنا الله } فشاهدوه ثم رجعوا إلى تفاصيل الصفات بالاستقامة فقالوا : { ونِعْمَ الوكيل } وهي الكلمة التي قالها إبراهيم عليه السلام حين أُلقِيَ في النار فصارت برداً وسلاماً عليه { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل } أي : رجعوا بالوجود الحقانيّ في جنة الصفات والذات كما مرّ آنفاً { لم يمسسهم سوء } البقية ورؤية الغير . { و } هم { اتّبعوا رضوان الله } الذي هو جنة الصفات في حال سلوكهم حين لم يعلموا ما أُخفي لهم من قرّة أعين وهي جنة الذات المشار إليها بقوله : { والله ذو فضل عظيم } فإن الفضل هو المزيد على الرضوان { يخوف أولياءه } المحجوبين بأنفسهم مثله من الناس أو يخوّفكم أولياءه { فلا تخافوهم } ولا تعتدوا بوجودهم { وخافونِ إن كنتم } موحدين ، أي لا تخافوا غيري لعدم عينه وأثره { ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر } لحجابهم الأصلي وظلمتهم الذاتية خوف أن يضروك { إنهم لن يضرّوا الله شيئاً } إملاء الكفار وطول حياتهم سبب لشدّة عذابهم وغاية هوانهم وصغارهم لازديادهم بطول عمرهم حجاباً على حجاب ، وبعداً على بعد . وكلما ازدادوا بعداً عن الحق الذي هو منيع العزّة ازدادوا هواناً .