Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 188-191)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لا تحسبنّ الذين يفرحون بما أتوا } أي : يعجبوا بما فعلوا من طاعة وإيثار ، وكلّ حسنة من الحسنات ، ويحجبون برؤيته { ويحبون أن يحمدوا } أي : يحمدهم الناس ، فهم محجوبون بعرض الحمد والثناء من الناس ، أو أن يكونوا محمودين في نفس الأمر عند الله { بما لم يفعلوا } بل فعله الله على أيديهم إذ لا فعل إلا لله ، { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } [ الصافات ، الآية : 96 ] فائزين من عذاب الحرمان { ولهم عذاب أليم } لمكان استعدادهم واحتجابهم عما فيه ، وكان من حقهم أن ينسبوا الفضيلة والفعل الجميل إلى الله ويتبرّأوا عن حولهم وقوّتهم إليه ولا يحتجبوا برؤية الفعل من أنفسهم ، ولا يتوقعوا به المدح والثناء . { ولله مِلْك السموات والأرض } ليس لأحد فيها شيء حتى يعطي غيره فيعجب بعطائه { والله على كلّ شيء قدير } لا يقدر غيره على فعل مّا ، حتى يعجب برؤيته ، فيفرح به فرح إعجاب . { الذين يذكرون الله } في جميع الأحوال وعلى جميع الهيئات { قياماً } في مقام الروح بالمشاهدة { وقعوداً } في محلّ القلب بالمكاشفة { وعلى جنوبهم } أي : تقلباتهم في مكان النفس بالمجاهدة { ويتفكرون } بألبابهم أي : عقولهم الخالصة عن شوب الوهم { في خلق } عالم الأرواح والأجساد . يقولون عند الشهود { ربنا ما خلقت هذا } الخلق { باطلاً } أي : شيئاً غيرك ، فإنّ غير الحق هو الباطل ، بل جعلته أسماءك ومظاهر صفاتك { سبحانك } ننزهك أن يوجد غيرك ، أي : يقارن شيء فردانيتك أو يثني وحدانيتك { فقنا عذاب } نار الاحتجاب بالأكوان عن أفعالك ، وبالأفعال عن صفاتك ، وبالصفات عن ذاتك وقاية مطلقة تامة كافية .