Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 64-80)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سواء بينَنا وبينَكم } أي : لم يختلف في كلمة التوحيد نبي ولا كتاب قط { وما كان لبشر أن يُؤْتيه الله } الآية . الاستنباء لا يكون إلا بعد مرتبة الولاية والفناء في التوحيد . ما ينبغي لبشر محا الله بشريته بإفنائه عن نفسه وأثابه وجوداً نورانياً حقّانياً قابلاً للكتاب والحكمة الإلهية ، ثم يدعو الخلق إلى نفسه ، إذ الداعي إلى نفسه يكون محجوباً بالنفس كفرعون وأضرابه من الذين علموا التوحيد وما وجدوه حالاً وذوقاً ، ولم يصلوا إلى العيان ونفوسهم باقية ما ذاقت طعم الفناء ، فاحتجبوا بها ، فدعوا الخلق إلى نفوسهم وهم ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شرّ الناس من قامت القيامة عليه وهو حيّ " . { ولكن } يقول { كونوا ربانيين } منسوبين إلى الربّ لاستيلاء الربوبية عليهم وطمس البشرية بسبب كونهم عالمين عاملين معلمين تالين لكتب الله ، أي : كونوا عابدين مرتاضين بالعلم والعمل والمواظبة على الطاعات حتى تصيروا ربانيين بغلبة النور على الظلمة { ولا يأمركم } بتعبد معين والتقيد بصورة ، فإنه حجاب وكفر ولا يأمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بالاحتجاب بعد إسلامكم الوجود لله .