Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 11-21)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الله يبدأ الخلق } بإظهار الفرس على الروم { ثم يُعِيدَه } بإظهار الروم على الفرس { ثم إليه ترجعون } بالفناء فيه . { ويوم تَقُوم الساعة } بوقوع القيامة الصغرى { يبلس المُجْرمون } عن رحمة الله وتحيّرهم في العذاب ، غير قابلين للرحمة ، أو القيامة الكبرى بظهور المهديّ وقهرهم تحت سطوته وحرمانهم من رحمته ، وحينئذ يتفرّق الناس بتميز المؤمن عن الكافر . { فسُبْحان الله } أن يكون غيره في الوجود والصفة والفعل والتأثير { حين تُمْسُون } بغلبة ظلمة الفرس على نور الروم { وحين تُصْبِحون } عند ظهور نورهم على ظلمة الفرس { وله الحَمْد } بظهور صفات كماله وتجليات جماله في سموات الغيوب السبعة وقت إصباح غلبة نور الروحانيات على ظلمات النفسانيات وقرب طلوع شمس الروح ، وبظهور صفات جلاله في أرض البدن عند إمساء غلبة ظلمة النفسانيات على نور الروحانيات { وعشيّاً } وقت فنائهم وغيبة شمس الروح في الذات { وحين تظهرون } في البقاء بعد الفناء عند الاستقامة والاستواء . { يخرج } حيّ القلب من ميت النفس بالإعادة وقت الإصباح و { يخرج } ميت النفس من حيّ القلب في الإبداء عند الإمساء { ويُحْيي } أرض البدن حينئذ { وكذلك تخرجون } في النشأة الثانية . { ومن آياته } أي : من أفعاله وصفاته التي يتوصل بها إلى ذاته معرفة وسلوكاً { أنْ خَلَق لكم من أنفسكم أزواجاً } أي : خلق لكم من النفوس أزواجاً للأرواح { لتسكنوا إليها } وتركنوا وتميلوا نحوها بالمودّة والتأثير والتأثر { وجعل بينكم } من الجانبين المودّة والرحمة فتودّ النفس نور الروح وتأثيره بالقبول والتأثر ، فتسكن عن الطيش وتتصفى فيرحمها الله بولد القلب في مشيمة الاستعداد برّاً بها ، فتهتدي ببركته وتتخلق بأخلاقه فتفلح ، وتودّ الروح النفس بالتأثير فيها وإفاضةالنور عليها فيرحمه الله بالولد المبارك برّاً ، عطوفاً ، فيرتقي ببركته ويظهر به كماله { إنّ في ذلك لآيات } صفات وكمالات { لقوم يتفكرون } في أنفسهم وذواتهم وما جُبِلَت عليها وأودعت فيها .