Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 1-9)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض } بجعله مظاهر لصفاته الظاهرة وكمالاته الباهرة وظهوره فيها بالحجب الجلالية { وله الحمد في الآخرة } بتجليه على الأرواح بالكمالات الباطنة والصفات الجمالية ، أي : له الحمد بالصفات الرحمانية في الدنيا ظاهراً ، وله الحمد بالصفات الرحيمية في الآخرة باطناً { وهو الحكيم } الذي أحكم ترتيب عالم الشهادة بمقتضى حكمته { الخبير } الذي نفذ علمه في بواطن عالم الغيب للطافته . { يعلم ما يلج في الأرض } من الملكوت الأرضية والقوى الطبيعية { وما يخرج منها } بالتجريد من النفوس الإنسانية والكمالات الخلقية { وما ينزل من السماء } من المعارف والحقائق الروحانية { وما يعرج فيها } من هيئات الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة { وهو الرحيم } بإفاضة الكمالات السماوية النورانية { الغفور } بستر الهيئات الأرضية الظلمانية . { ويرى الذين أوتوا العلم } أي : العلماء المحققون يرون حقيّة ما أنزل إليك عياناً لأن المحجوب لا يمكنه معرفة العارف وكلامه ، إذ كل عارف بشيء لا يعرفه إلا بما فيه من معناه ، فمن لم يكن له حظ من العلم ونصيب من المعرفة لا يعرف العالم العارف وعلمه لخلوّه عما به يمكن معرفته { ويهدي إلى } طريق الوصول إلى الله { العزيز } الذي يغلب المحجوبين ويمنعهم بالقهر والقمع { الحميد } الذين ينعم على المؤمنين بأنواع اللطف ولو لم يعتبر تطبيق الصفتين على قوله : { لِّيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [ سبأ ، الآية : 4 ] إلى آخره ، واعتبر التطبيق على قوله : { ويرى الذين أُوتوا العلم } لكان معنى { العزيز } القوي الذي يغلب الواصلين بالإفناء { الحميد } الذي ينعم عليهم بصفاته عند البقاء .