Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 20-36)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والرجل الذي جاء من أقصى المدينة ، أي : من أبعد مكان منها ، هو العشق المنبعث من أعلى وأرفع موضع منها بدلالة شمعون العقل ونظره لإظهار دين التوحيد والدعوة إلى الحبيب الأول وتصديق الرسل { يسعى } لسرعة حركته ويدعو الكل بالقهر والإجبار إلى متابعة الرسل في التوحيد ، ويقول : { وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه تُرْجعون } وكان اسمه حبيباً وكان نجاراً ينحت في بدايته أصنام مظاهر الصفات من الصور لاحتجابه بحسنها عن جمال الذات وهو المأمور بدخول جنة الذات ، قائلاً : { يا ليت قومي } المحجوبين عن مقامي وحالي { يعلمون بما غفر لي ربّي } ذنب عبادة أصنام مظاهر الصفات ونحتها { وجعلني من المكرمين } لغاية قربي في الحضرة الأحدية . وفي الحديث : " إنّ لكل شيء قلباً ، وقلب القرآن يس " ، فلعل ذلك لأن حبيباً المشهور بصاحب يس آمن به قبل بعثته بستمائة سنة وفهم سرّ نبوته ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين ، عليّ بن أبي طالب عليه السلام وصاحب يس ومؤمن آل فرعون " .