Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 6-40)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنّا زيّنا السماء الدنيا } أي : العقل الذي هو أقرب السموات الروحانية بالنسبة إلى القلب { بزينة } كواكب الحجج والبراهين ، كقوله : { بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ } [ الملك ، الآية : 5 ] . { وحفظاً } أي : وحفظناها { من كل شيطان } من شياطين الأوهام والقوى التخيلية عند الترقي إلى أفق العقل بتركيب الموهومات والمخيلات في المغالطات والتشكيكات { مارد } خارج عن طاعة الحق والعقل . { لا يسمعون إلى الملأ الأعلى } من الروحانيات والملكوت السماوية بتلك الحجج { من كل جانب } من جميع الجهات السماوية ، أي : من أي وجه من وجوه المغالطة والتخييل يركبون القياس ويرتقون به ، يقذفون بما يبطله من الدحور والطرد ، أو مدحورين مطرودين { ولهم عذاب واصب } دائم الرياضات وأنواع الزجر في المخالفات . { إلا من خطف الخطفة } في الاستراق فموّه كلامه بهيئة جليّة وأوهم الحق بصورة نورية استفادها من كلمة حقة ملكية { فأتبعه شهاب ثاقب } من برهان نيّر عقليّ ، أو إشراق نور قدسي فأبطلها وطرد الجنيّ بنفي الصورة الوهمية التي أوهمها . { إلا عباد الله المخلصين } استثناء منقطع ، أي : لكن عباد الله المخصوصون به لفرط عنايتهم به ، الذين أخلصهم الله عن شوب الغيرية والأنائية والبقية واستخلصهم لنفسه بفناء الأنائية والإثنينية .