Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 10-16)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قل يا عباد } المخصوصين فيّ من أهل العناية { الذين آمنوا } الإيمان العملي { اتّقوا ربّكم } بمحو صفاتكم { للذين أحسنوا } أي : اتّصفوا بالصفات الإلهية فعبدوه على المشاهدة { في هذه الدنيا حسنة } لا يكتنه كنهها في الآخرة وهي شهود الوجه الباقي وجماله الكريم . { وأرض الله } أي : النفس المطمئنة المخصوصة بالله لانقيادها له وقبولها لنوره واطمئنانها إليه ، ذات سعة بيقينها لا تتقيد بشيء ولا تلبث في ضيق من عادة ومألوف وأمر غير الحق { إنما يوفى الصابرون } الذين صبروا مع الله في فناء صفاتهم وأفعالهم وسلوكهم فيه وسيرهم في منازل النفس الواسعة باليقين { أجرهم } من جنات الصفات { بغير حساب } إذ الأجر الموفى بحسب الأعمال في مقام النفس مقدّر بالأعمال في جنّة النفوس ، متناه لكونه من باب الآثار محصوراً في الموادّ . وأما الذي يوفى بحسب الأخلاق والأحوال فهو غير متناه لكونه من باب تجليات الصفات في جنة القلب وعالم القدس مجرّداً عن المواد { مخلصاً له الدين } عن الالتفات إلى الغير والسير بالنفس { وأمرت لأن أكون } مقدّم { المسلمين } الذين أسلموا وجوههم إلى الله بالفناء فيه وسابقهم في الصف الأول ، سائراً بالله ، فانياً عن النفس وصفاتها . { أخاف إن عصيت ربّي } بترك الإخلاص والنظر إلى الغير { عذاب يوم عظيم } من الاحتجاب والحرمان والبُعْد { قل الله } أخصّ بالعبادة { مخلصاً له ديني } عن شوب الأنائية والاثنينية { قل إنّ الخاسرين } بالحقيقة ، الكاملين في الخسران ، هم الواقفون مع الغير ، المحجوبون عن الحق { الذين خسروا أنفسهم وأهليهم } بإهلاك الأنفس وتضييع الأهل من الجواهر المقدّسة التي تجانسهم وتناسبهم في عالمها الروحاني لاحتجابهم بالظلمات الهيولانية عنهم { ألا ذلك هو الخسران } الحقيقي الظاهر البيّن . { لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل } لانغمارهم في المواد الهيولانية واستقرارهم في قعر بئر الطبيعة الظلمانية ، فوقهم مراتب من الطبائع وتحتهم مراتب أخرى وهم في غمرات منها .