Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 1-4)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا { تنزيل } كتاب العقل الفرقانيّ بظهوره عليك من غيب الغيوب { من الله } وحضرته الواحدية { العزيز } المحتجب بسترات الجلال في غيب غيبه { الحكيم } ذي الحكمة الكامنة هناك ، البارزة في مراتب التنزيلات { بالحق } أي : أنزلناه بظهور الحق فيك بعد كمونه { فاعبد الله } فخصّصه بالعبادة الذاتية حين تجلى لك بذاته ولم يبق أحداً من خلقه { مخلصاً } ممحضاً { له الدين } عن شوب الغيرية والاثنينية ، أي : اعبده بشهوده لذاته ومطالعة تجليات صفاته بعينه وتلاوة كلامه به ، فيكون سيرك سير الله ودينك دين الله وفطرتك ذات الله . { ألا لله الدين الخالص } عن شوب الغيرية والأنائية لا لك لفنائك فيه بالكلية ، فلا ذات لك ، ولا صفة ، ولا فعل ، ولا دين ، وإلا لما خلص الدين بالحقيقة فلا يكون لله { والذين } احتجبوا بالكثرة عن الوحدة واتخذوا الغير وليّاً بالمحبة للتقرّب والتوسل به إلى الله { إنّ الله يحكم بينهم } عند حشر مبعوداتهم معهم فيما اختلفوا فيه من صفاتهم وأقوالهم وأفعالهم فيقرن كلاًّ منهم مع من يتولاّه من عابد ومعبود ، ويدخل المبطل النار مع المبطلين كما يدخل المحق الجنة مع المحقين ، ويجزى كلاًّ بوصفه الغالب عليه وما وقف معه واحتجب به مع اختلافهم في الأوصاف وما وقفوا معه { إن الله لا يهدي } إلى النجاة وعالم النور وتجليات الصفات والذوات { من هو كاذب كفّار } لبعده عنه واحتجابه بلظمة الرذائل وصفات النفس عن النور وامتناعه عن قبوله { سبحانه } أي : نزّهه عن المماثلة والمجانسة واصطفاء الولد لكون الوحدة لازمة لذاته وقهره بوحدانيته لغيره ، فلا تماثل في الوجود ، فكيف في الوجوب ؟ .