Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 22-29)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أفمن شرح الله صدره للإسلام } بنوره حال البقاء بعد الفناء ونقى قلبه بالوجود الموهوب الحقاني فيسع صدره الحق والخلق من غير احتجاب بأحدهما عن الآخر فيشاهد التفصيل في عين الوحدة والتوحيد في عين الكثرة ، والإسلام هو الفناء في الله وتسليم الوجه إليه ، أي : شرح صدره في البقاء لإسلامه وجهه حال الفناء { فهو على نور من ربّه } يرى ربّه { فويل } للذين قست قلوبهم من قبول ذكر الله لشدّة ميلها إلى اللذات البدنية وإعراضها عن الكمالات القدسية { أولئك في ضلال مبين } عن طرين الحق { متشابهاً } في الحق والصدق { مثاني } لتنزلها عليك في مقام القلب قبل الفناء وبعده فتكون مكرّرة باعتبار الحق والخلق ، فتارة يتلوها الحق وتارة يتلوها الخلق { تقشعرّ منه جلود } أهل الخشية من العلماء بالله لانفعالها بالهيئات النوراينة الواردة على القلب النازل أثرها إلى البدن { ثم تلين جلودهم وقلوبهم } وأعضاؤهم بالانقياد والسكينة والطمأنينة { إلى ذكر الله ذلك هدى الله } بالأنوار اليقينية { يهدي به من يشاء } من أهل عنايته { ومن يضلل الله } يحجبه عن النور فلا يفهم كلامه ولا يرى معناه { فما له من هاد أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب } مع كونه أشرف الأعضاء لكون سائر جوارحه مقيدة بهيئات لا يتأتي له التحرّز بها ولا يتهيأ ، مغلّلة بأغلال لا يتيسر له بها الحركة في الدفع ولا يتسنى كمن أمن العذاب . { مثلاً } في التوحيد والشرك { رجلاً فيه شركاء متشاكسون } سيِّئو الأخلاق لا يتسالمون في شيء يوجهه هذا في حاجة ويمنعه هذا ويجذبه أحدهما إلى جهة والآخر إلى ما يقابلها ، فيتنازعون ويتجاذبون وهذا صفة من تستولي عليه صفات نفسه المتجاذبة لاحتجابه بالكثرة المتخالفة فهو في عين التفرقة همّه شعاع وقلبه أوزاع { ورجلاً سلماً لرجل } لا يبعثه إلا إلى جهته ، وهذا مثل الموحد الذي تسالمت له مشايعة السرّ إلى جناب الربّ ليس له إلا همٌّ واحد ومقصد واحد في عين الجمعية مجموع ناعم البال خافض العيش والحال .