Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 109-112)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ها أنتم هؤلاء } ظاهر مما مرّ { ومن يعمل سوءاً } بظهور صفة من صفات نفسه { أو يظلم نفسه } بنقص شيء من كمالاته التي هي مقتضى استعداده بتقصير فيه وارتكاب عمل ينافيه ثم يطلب من الله ستر تلك الصفة والهيئة الساترة لكماله بالتوجه إليه والتنصل عن الذنب { يجد الله غفوراً } يستر ذلك السوء والهيئة المظلمة بنور صفته { رحيماً } يهب ما يقتضيه استعداده . { ومن يكسب خطيئة } بظهور نفسه { أو إثماً } يمحو ما في استعداده وكسب هيئة منافية لكماله { ثم يرم به بريئاً } بأن قال : حملني على ذلك فلان ، ومنعني عن طلب الحق فلان ، وهذا جريمة فلان ، كما هو عادة المتعللين بالأعذار { فقد احْتمل بهتاناً } بنسبة فعله إلى الغير إذ لو لم يكن في نفسه ميل لما يضادّ كماله ومناسبة لمن وافقه وأطاعه لما قبل ذلك منه ، فما كان إلا من قبل نفسه كما قال لهم الشيطان : { إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } [ إبراهيم ، الآية : 22 ] إذ لو لم يكن في نفوسهم ظلمة بكسبها وظهور صفاتهم لم يكن فيهم محل لوسوسته وقابلية لدعوته { وإثماً مبيناً } ظاهراً متضاعفاً لتركبه من هيئة الخطيئة والامتناع من الاعتراف ، ونسبة التقصير إلى أنفسهم لتنكسر فتضعف عن الاستيلاء على القلب وحجبه عن الكمال .