Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 117-133)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنْ يدعون من دونه إلا إناثاً } أي : نفوساً ، إذ كل من يشرك بالله فهو عابد لنفسه بطاعة هواها ، وعابد لشيطان الوهم بقبول إغوائه وطاعته ، أو كل ما يعبد من دون الله لأنه ممكن وكل ممكن فهو متأثر عن الغير قابل لتأثيره محتاج إليه وهي صفة الإناث { نصيباً مفروضاً } أي : غير المخلصين الذين أخلصوا دينهم بالتوحيد { ولآمرنهُم } بالعادات الفاسدة والأهواء المردية والأفعال الشنيعة المخالفة للعقل والشرع { والذين آمنوا } الإيمان الحقيقيّ التوحيد ، لأنهم في مقابلة المشركين { وعملوا } ما يصلح لهم في الوصول إلى الجمع أو يصلح للناس أجمعين بالاستقامة في الله وبالله بعد الفناء وحصول البقاء { سندخلهم } الجنات الثلاثة المذكورة { ليس } حصول الموعود { بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب } أي : ما بقيتم مع نفوسكم وصفاتها وأفعالها ، فإرادتكم مجرّد تمنٍ والتمني طلب ما يمتنع وجوده في العادة . { ومن أحسن ديناً } أي طريقاً { ممن أسلم وجهه } أي : وجوده { لله } وأخلص ذاته من شوب الآنية والإثنينية بالفناء المحض { وهو محسن } مشاهد للجمع في عين التفصيل ، مراعٍ لحقوق تجليات الصفات وأحكامها ، سالك طريق الإحسان بالاستقامة في الأعمال { واتبع مِلّة إبْرَاهيم } في التوحيد { حَنِيفاً } مائلاً عن كلّ شرك في ذاته وصفاته وأفعاله ، وعن كلّ دين باطل ، أي : طريق يؤدّي إلى إثبات فعل لغيره أو صفة أو ذات ، إذ دينه دين الحق ، أعني : سيره حينئذ سير إلى الله لا سير في الله بسلوك طريق الصفات ، ولا إلى الله بقطع صفات النفس ومناهل صفات القلب ، فلا دين أحسن من دينه . { واتّخذَ الله إبراهيم خليلاً } يخاله ، أي : يداخله في خلال ذاته وصفاته بحيث لا يذر منها بقية ، أو يسدّ خلله ويقوم بدل ما يفنى منه عند تكميله وفقره إليه . فالخليل وإن كان أعلى مرتبة من الصفي ، لكنه أدون من الحبيب ، لأن الخليل محبّ يوشك أن يتوهم فيه بقية غيرية ، والحبيب محبوب لا يتصوّر فيه ذلك . ولهذا ألقي في نار العشق دونه .