Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 9-14)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أم اتَّخذوا من دُونِه أولياء } لا ولاية لهم في الحقيقة إذ لا قدرة ولا قوة ولا وجود { فالله هو الوليّ } دون غيره لتوليه كل شيء وسلطانه وحكمه { وهو } المحيي القادر ، فكيف تستقيم ولاية غيره { عَلَيه توكلت } بفناء الأفعال ، فلا أقابل أفعالكم بفعلي { وإلَيه أنِيب } بفناء صفاتي ، فلا أظهر بصفة من صفاتي في مقابلة صفات نفوسكم . { ليسَ كمثله شيء } أي : كل الأشياء فانية فيه هالكة ، فلا شيء يماثله في الشيئية والوجود { وهو السميع } الذي يسمع به كل من يسمع { البصير } الذي يبصر به كل من يبصر جمعاً وتفصيلاً يفني الكل بذاته ويبدئهم بصفاته ، بيده مفاتيح الأرزاق وخزائن الملك والملكوت ، يبسط ويقدِّر بمقتضى علمه على من يشاء من خلقه بحسب مصالحهم في الغنى والفقر . { شَرع لكم من الدين } المطلق الذي وصى جميع الأنبياء بإقامته واجتماعهم عليه وعدم تفرّقهم فيه ، وهو أصل الدين ، أي : التوحيد والعدل وعلم المعاد المعبّر عنه بالإيمان بالله واليوم الآخر دون فروع الشرائع التي اختلفوا فيها بحسب المصالح كأوضاع الطاعات والعبادات والمعاملات ، كما قال تعالى : { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً } [ المائدة ، الآية : 48 ] ، فالدين القيم هو المتعلق بما لا يتغير من العلوم والأعمال ، والشريعة هي المتعلقة بما يتغير من القواعد والأوضاع { كَبر على المُشْركين } المحجوبين عن الحق بالغير { ما تَدْعوهم إليه } من التوحيد لكونهم أهل المقت ومظاهر الغضب والقهر ، وليسوا من المحبوبين الذين اجتباهم الله بمحض عنايته ومجرد مشيئته ولا من المحبين الذين وفقهم الله للإنابة إليه بالسلوك والاجتهاد والسير فيه بالشوق والافتقار ، فهداهم إليه بنور وجهه وجمال ذاته ، فجذب المحبوبين إليه قبل السلوك والرياضة بسابقة الاجتباء ، وخصّ المحبين بعد التوفيق بالسلوك فيه والرياضة بالاصطفاء وطرد المحجوبين عن بابه وأبعدهم عن جنابه بسابقة كلمة القضاء عليهم بالشقاء .