Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 1-4)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حم } جواب القسم محذوف لدلالة { تنزيل الكتاب } عليه ، أي : أقسم بحقيقة الهوية ، أي : الوجود المطلق الذي هو أصل الكل وعين الجمع ، وبمحمد أي : الوجود الإضافي الذي هو كمال الكل وصورة التفصيل لأنزلنّ الكتاب المبين لهما أو يجعل { حم } مبتدأ و { تنزيل الكتاب } خبره على تقدير حذف مضاف أي : ظهور حقيقة الحق المفصلة ، { تنزيل الكتاب } أي : إرسال الوجود المحمدي أو إنزال القرآن المبين الكاشف عن معنى الجمع والتفصيل في غير موضع كما جمع في قوله : { شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } [ آل عمران ، الآية : 18 ] ثم فصّل بقوله : { وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ } [ آل عمران ، الآية : 18 ] . { مِنَ الله } من عين الجمع { العزيز الحكيم } في صورة تفاصيل القهر واللطف اللذين هما . أما الأسماء ومنشؤها الكثرة في الصفات إذ لا صفة إلا وهي من باب القهر أو اللطف . { إنّ في السموات والأرض } أي : في الكل { لآيات للمؤمنين } بذاته لأن الكل مظهر وجوده الذي هو عين ذاته { وفي خَلقكم } إلى آخره ، { آيات لقوم يوقنون } بصفاته لأنكم وجميع الحيوانات مظاهر صفاته من كونه حيّاً عالماً مريداً قادراً متكلماً سميعاً بصيراً ، لأنكم بهذه الصفات شاهدون بصفاته .