Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 1-5)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله } طلب الجمع بين أدبي الظاهر والباطن من أهل الحضور ونهى عن التقدمة المطلقة في الحضرة الإلهية والحضرة النبوية المتناولة للتقدم في الأقوال والأفعال وحديث النفس والظهور بالصفات والذات ، ولحضرة كل اسم من أسماء الله تعالى أدب يجب مراعاته على من تجلى الله له به ولكل مقام وحال أدب يجب على صاحبه محافظته . فالتقدمة بين يدي الله في مقام الفناء هي الظهور بالأنائية في حضرة الذات ، وفي مقام المحو الظهور بصفة تقابل الصفة التي تشاهد تجليها في حضرة الأسماء كالظهور بإرادته في مقام الرضا ، ومشاهدة الإرادة في حضرة تجلي اسم المريد ، والظهور بعلمه بالاعتراض في مقام التسليم بحضرة العليم وبالتجلّد في مقام العجز ، ومشاهدة القادر وتحديث النفس في مقام المراقبة وشهود المتكلم ، وبالفعل في مقام التوكل والانسلاخ عن الأفعال في حضرة الفعال ، وهذه كلها إخلال بأدب الباطن مع الله تعالى . وأما الإخلال بأدب الظاهر معه ، فـ : كترك العزائم إلى الرخص والإقدام على الفضول المباحة من الأقوال والأفعال وأمثالها . وأما التقدمة بين يدي الرسول بإخلال أدب الظاهر فهو : كالتقدم عليه في الكلام ، والمشي ، ورفع الصوت ، والنداء من وراء الحجرات ، والجلوس معه واللبث عنده للاستئناس بالحديث ، والدخول عليه والانصراف عنه بغير الاستئذان وأمثاله . وأما إخلال أدب الباطن معه فـ : كالطمع في أن يطيعه الرسول في أمر ، وظن السوء في حقه وأمثال ذلك . وأما المخالفات التي تتعلق بالأوامر والنواهي والإقدام على الشيء قبل معرفة حكم الله تعالى وحكم الرسول فيه فهي من سوء أدب أهل الغيبة لا الحضور الذي نحن فيه . { واتقوا الله } في هذه التقدمات كلها فإن من اتّقى الله حق تقاته لا يصدر عنه أمثال هذه التقدمات في المواقع المذكورة { إنّ الله سميع } للتقدمات القولية في باب أدب الظاهر ، ولأحاديث النفس في باب أدب الباطن { عليم } بالفعليات والوصفيات وبظهور البقيات .