Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 50-59)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فيهما عينان } من الإدراكات الجزئية والكلية { تجريان } إليهما من جنة الروح تنبتان فيهما ثمرات المدركات وتجليات الصفات . { فيهما من كل فاكهة } من مدركاتها اللذيذة { زوجان } أي : صنفان ، صنف جزئي معروف مألوف وصنف كلي غريب لأن كل ما يدركه القلب من المعاني الكلية فله صورة جزئية في النفس وبالعكس { متكئين على فرش } هي مراتب كمالاتها ومقاماتها { بطائنها من إستبرق } أي : جهتها التي تلي السفل ، أعني : النفس من هيئات الأعمال الصالحة من فضائل الأخلاق ومكارم الصفات ومحاسن الملكات ، وظهائرها التي تلي الروح من سندس تجليات الأنوار ولطائف المواهب والأحوال الحاصلة من مكاشفات العلوم والمعارف كما هو في سورة ( الدخان ) . { وجنى الجنتين } ثمراتها ومدركاتها { دانٍ } قريب ، كلما شاؤوا حيث كانوا على أي وضع كانوا قياماً أو قعوداً أو على جنوبهم أدركوها واجتنوها ونبت في الحال مكانها أخرى من جنسها كما ذكر في وصفها { فيهنّ قاصرات الطرف } مما يتصلون بها من النفوس الملكوتية التي في مراتبها وما تحتها سماوية كانت أو أرضية ، مزكاة صافية مطهرة لا يجاوز نظرها مراتبهم ولا تطلب كمالاً وراء كمالاتهم لكون استعداداتها مساوية لاستعدادهم أو أنقص منها ، وإلا جاوزت جناتهم وارتفعت عن درجاتهم ، فلم تكن قاصرات الطرف ولم تقنع بوصالهم ولذات معاشراتهم ومباشراتهم { لم يطمثهنّ إنس قبلهم } من النفوس البشرية لاختصاصها بهم في النشأة ولتقدّس ذواتها وامتناع اتصال النفوس المنغمسة في الأبدان بها { ولا جانّ } من القوى الوهمية والنفوس الأرضية المحجوبة بالهيئات السفلية . { كأنهن الياقوت والمرجان } شبهت اللواتي في جنّة النفس من الحور بالياقوت لكون الياقوت مع حسنه وصفائه ورونقه وبهائه ذا لون أحمر يناسب لون النفس ، واللواتي في جنة القلب بالمرجان لغاية بياضه ونوريته ، وقيل : صغار الدرّ أصفى وأبيض من كبارها .