Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 73-87)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ نحن جعلناها تذكرة } تذكيراً للعهد الأزلي في العالم القدسي { ومتاعاً } للذين لا زاد لهم في السلوك من العلم والعمل . { فلا أقسم بمواقع النجوم } أي : أوقات اتصال النفس المحمدية المقدّسة بروح القدس وهي أوقات وقوع نجوم القرآن إليه ، فيا لها أوقاتاً شريفة واتصالات نورية ، أو مساقط النجوم وهي أوقات غيبته عن الحواس وأفول حواسه في مغرب الجسد عند تعطيلها بانغماس سرّه في الغيب وانخراطه في سلك القدس بل غيبته في الحق واستغراقه في الوحدة { وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } وأنى يعلمون ، وأين هم وعلم ذلك ؟ ! . { إنه لقرآن كريم } أي : علم مجموع له كرم وشرف قديم وقدر رفيع { في كتاب مكنون } هو قلبه المكنون في الغيب عن الحواس وما عدا المقرّبين من الملائكة المطهرين لأن العقل القرآني مودع فيه كما قال عيسى عليه السلام : " لا تقولوا العلم في السماء من ينزل به ، ولا في تخوم الأرض من يصعد به ، ولا من وراء البحار من يعبر ويأتي به ، بل العلم مجعول في قلوبكم تأدّبوا بين يدي الله بآداب الروحانيين يظهر عليكم " ، أو الروح الأول الذي هو محل القضاء ومأوى الروح المحمدي ، بل هو هو { لا يمسّه إلاَّ المطهرون } من الأرواح المجرّدة المطهرة عن دنس الطبائع ولوث تعلق المواد { تنزيل من ربّ العالمين } لأن علمه ظهر على المظهر المحمدي فهو منزل منه على مدرجته منجماً : { أفبهذا الحديث أنتم مدهنون } متهاونون ولا تبالون به ولا تتصلبون في القيام بحقه وفهم معناه كمن يلين جانبه ويداهن في الأمر تساهلاً وتهاوناً به { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } أي : قوتكم القلبي ورزقكم الحقيقي تكذيبه لاحتجابكم بعلومكم وإنكاركم ما ليس من جنسه كإنكار رجل جاهل ما يخالف اعتقاده كأن علمه نفس تكذيبه ، أو رزقكم الصوري أي : لمداومتكم على التكذيب كأنكم تجعلون التكذيب غذاءكم كما تقول للمواظب على الكذب : الكذب غذاؤه . { فولا إذا بلغت الحلقوم } أي : فلولا ترجعون الروح عند بلوغها الحلقوم { إن كنتم صادقين } في أنكم غير مسوسين مربوبين مقهورين يعني أنكم مجبرون عاجزون تحت قهر الربوبية وإلا لأمكنكم دفع ما تكرهون أشدّ الكراهية وهو الموت .