Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 21-24)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سابقوا إلى مغفرة من ربّكم } لما حقّر الحياة الحسية النفسية الفانية وصوّرها في صورة الخضراء السريعة الانقضاء دعاهم إلى الحياة العقلية القلبية الباقية فقال : { سابقوا إلى مغفرة من ربكم } أي : تستر صفات النفس بنور القلب { وجنّة عرضها } العالم الجسماني بأسره لإحاطة القلب به وبصوره أو نفرهم عن الحياة البشرية ودعاهم إلى الحياة الإلهية أي : سابقوا إلى مغفرة تستر ذواتكم ووجوداتكم التي هي أصل الذنب العظيم بنور ذاته وجنّة عرضها سموات الأرواح وأرض الأجساد بأسرها ، أي : الوجود المطلق كله الشامل للوجودات الإضافية بأجمعها { أعدّت للذين آمنوا بالله ورسوله } الإيمان العلمي اليقيني على الأول والإيمان العيني والحقي على الثاني . { ما أصاب من مصيبة } من الحوادث الخارجية والبدنية والنفسانية { إلا في كتاب } هو القلب الكلي المسمى باللوح المحفوظ . لتعلموا علماً يقيناً أنه ليس من لكسبكم وحفظكم وحذركم وحراستكم فيما آتاكم مدخل وتأثير ، ولا لعجزكم وإهمالكم وغفلتكم وقلّة حيلتكم وعدم احترازكم واحتفاظكم فيما فاتكم مدخل ، فلا تحزنوا على فوات خير ونزول شر ولا تفرحوا بوصول خير وزوال شرّ إذ كلها مقدّرة { إنّ الله لا يحب كل مختال } أي : متبختر من شدّة الفرح بما آتاه { فخور } به لعدم يقينه وبعده عن الحق بحب الدنيا وانجذابه إلى الجهة السفلية بمنافاته للحضرة الإلهية واحتجابه بالظلمات عن النور . { الذين يبخلون } لشدّة محبة المال { ويأمرون الناس بالبخل } لاستيلاء الرذيلة عليهم { ومن يتول } أي : يعرض عن الله بالتوجه إلى العالم السفلي والجوهر الغاسق الظلماني { فإنّ الله هو الغنيّ } عنه لاستغنائه بذاته { الحميد } لاستقلاله بكماله ، أي : يخذله ويمهله .