Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 4-6)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ خلق السموات والأرض في ستة أيام } من الأيام الإلهية أي : الآلات الستة التي هي من زمان آدم إلى زمان محمد عليهما السلام جميع مدّة دور الخفاء ، أي : احتجب بها فظهر الخلق دونه إذ الخلق احتجاب الحق بالأشياء وهذا الزمان زمان الاحتجاب كما ذكر في ( الأعراف ) . { ثم استوى } على عرش القلب المحمدي بالظهور في جميع الصفات غير محتجب بعضها ببعض ولا الذات بالصفات ولا الصفات بالذات ، بل استوت كلها في الظهور في اليوم السابع أو في صور المراتب الستّ من الجواهر والأعراض المذكورة في ( ق ) ، ثم استوى على عرش الروح الأعظم بالتأثير في جميع الأشياء في الصورة الرحمانية بالسوية والظهور باسم الرحمن { يعلم ما يلج في } أرض العالم الجسماني من الصور النوعية لأنها صورة معلوماته { وما يخرج منها } من الأرواح التي تفارقها والصور التي تزايلها عند الفناء والفساد وهي التي تنزل من السماء وتعرج فيها ، أو ما ينزل من سماء الروح من العلوم والأنوار الفائضة على القلب وما يعرج فيها من الكليات المنتزعة من الجزئيات المحسوسة وهيئات الأعمال المزكية { وهو معكم أينما كنتم } لوجودكم به وظهوره في مظاهركم { والله بما تعملون بصير } لسبق علمه به وكونه منقوشاً في أربعة ألواح في عالم ملكوته بحضرته { يولج } ليل الغفلة في نهار الحضور { ويولج } نهار الحضور في ليل الغفلة ، ويستر الجمال بالجلال ويحجب الجلال بالجمال { وهو عليم } بما أودع الصدور من أسراره ودقائق الغفلة والحضور وحكمتها ولطائف التستر والتجلي وفائدتهما لا يعلمها إلا هو .