Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 14-22)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم } لأنّ الموالاة لا تكون ثابتة حقيقة إلا مع الجنسية والمناسبة ، فإن كانت وجب إزالتها وإلا وجب الاحتراز من سرايتها بالصحبة والموالاة وإنما تمكن المولاة مع عدمها إذا كانت بسبب خارجي من نفع أو لذّة زالت بزواله وإلا لما أمكنت ، ولهذا نفى الموالاة الحقيقية بينهم بنفي موجبها فقال : { ما هم منكم } إنما هي محض النفاق . { استحوذ عليهم الشيطان } أي : الوهم { فأنساهم ذكر الله } بتسويل اللذات الحسيّة والشهوات البدنية لهم وتزيين الدنيا وزبرجها في أعينهم . { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر } الإيمان اليقيني { يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم } إلى آخره ، لأن المحبة أمر روحاني فإذا أيقنوا وعرفوا الحق وأهله غلبت قلوبهم وأرواحهم نفوسهم وأشباحهم فمسخت المحبة الروحانية . والمناسب الحقيقية بينهم وبين الحق وأهله المحبة الطبيعية المستندة إلى القرابة واتصال اللحمة لأن الاتصال الروحاني أشد وأقوى وألذّ وأصفى من الطبيعي { كتب في قلوبهم الإيمان } بالكشف واليقين المذكر للعهد الأول الكاشف عنه { وأيدّهم بروح منه } لاتصالهم بعالم القدس أو بنور تجلي الذات { ويدخلهم جنات } من الجنان الثلاث { تجري من تحتها } أنهار علوم التوحيد والتشريع { رضي الله عنهم } بمحو صفاتهم بصفاته بنور التجلي { ورضوا عنه } بالاتصال بصفاته { أولئك حزب الله } السابقون الذين لا يلتفتون إلى غيره ولا يثبتونه { هم المُفْلحون } الفائزون بالكمال المطلق .