Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 22-24)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هو الله الذي لا إله إلاَّ هو } لما كان الإسلام مبنيّاً على الجمع والتفصيل كثر تكرارهما في المثاني ، أي : لا إله في الوجود إلا هو ، فجمع ثم فصّل بقوله : { عالم الغيب والشهادة } والعلم مبدأ التفصيل إذ عالميته هي تميّز الحقائق وأعيان الماهيات في عين الجمع أي : صور الماهيات في عالم الغيب عن عالميته ووجوداتها في عالم الشهادة هي بعينها ظهرت في مظاهر محسوسة لا بمعنى الانتقال بل بمعنى الظهور والبطون كظهور الصورة المعلومة على القرطاس بالكتابة ، فكل ما ظهر فعن علمه السابق ظهر . { الرحمن } بإفاضة وجودات الماهيات وصورها النوعية على المظاهر باعتبار البداية { الرَّحيم } بإفاضة كمالاتها في النهاية . ثم كرر التوحيد الذاتي باعتبار الجمع لينبه على أن هذه الكثرة المعتبرة باعتبار تفاصيل الصفات لا تنافي وحدته الذاتية كالإضافيات والسلبيات المعدودة بعده { الملك } أي : الغنيّ المطلق الذي يحتاج إليه كل شيء المدبر للكل في ترتيب النظام ، الحكمي الذي لا يمكن كون أتمّ وأكمل منه { القدوس } المجرد عن المادة وشوائب الإمكان في جميع صفاته فلا يكون شيء من صفاته بالقوة وفي وقت دون وقت { السلام } أي : المبرّأ عن النقائص كالعجز { المؤمن } لأهل اليقين بإنزال السكينة { المهيمن } الحافظ لمن أمّنه على حالة الأمن من كل مخوف { العزيز } القوي الذي يغلب ولا يُغْلَب { الجبّار } الذي يجبر كل أحد على ما أراد { المتكبّر } المتعالي عن أن يصل إليه غيره ويقارنه في الوجود { سبحان الله عمّا يشركون } بإثبات الغير { الخالق } المقدّر للمظاهر على حسب ما أراد ظهوره من أسمائه وصفاته { البارىء } المفصل المميز بعضها عن بعض بالهيئات المتميزة في عين ذاته { المصوّر } لصورة تفاصيل مظاهر صفاته { له } هذه { الأسماء الحسنى } الظاهرة في صور المخلوقات المصوّرة الباطنة في صور المبدعات المغيبة ليسبح ذاته على لسان أسمائه وصفاته والله أعلم .