Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 115-122)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وتمّت كلمة ربّك صدقاً وعدلا } أي : تم قضاؤه في الأزل بما قضى وقدّر من إسلام من أسلم وكفر من كفر ومحبة من أحبّ أحداً ، وعداوة من عادى قضاء مبرماً وحكماً صادقاً مطابقاً لما يقع عادلاً بمناسبة كل قول وكل كمال وحال ، لاستعداد من يصدر عنه واقتضائه له { لا مبدّل } لأحكامه الأزلية { وهو السميع } لما يظهرون من الأقوال والأفعال المقدّرة { العليم } بما يخفون { أكثر من في الأرض } أي : من في الجهة السفلية بالركون إلى الدنيا وعالم النفس والطبيعة { يضلوك عن سبيل الله } بتزيينهم زخارفهم عليك ودعوتهم إياك إلى ما هم فيه { إن يتّبعون إلا الظنّ } لكونهم محجوبين في مقام النفس بالأوهام والخيالات عن اليقين { وإن هم إلا } يخمنون المعاني بالصور والآخرة بالدنيا ، ويقدّرون أحوال المعاد وذات الحق وصفاته كأحوال المعاش وذواتهم وصفاتهم فيشركون ويحلون بعض المحرّمات . { فكلوا } إلى آخره ، معلوم مما مرّ في ( المائدة ) ومسبب للنهي عن طاعة المضلين واتباعهم { ظاهر الإثم } سيئات الأعمال والأقوال الظاهرة على الجوارح { وباطنه } العقائد الفاسدة والعزائم الباطلة { أو من كان ميتاً } بالجهل ، وهو النفس وباحتجابه بصفاتها { فأحييناه } بالعلم ومحبة الحق أو بكشف حجب صفاته بتجليات صفاتنا { وجعلنا له نوراً } من هدايتنا وعلمنا أو نوراً من صفاتنا أو نوراً منا بقيوميتنا له بذاتنا على حسب مراتبه ، كمن صفته هذا ، أي : هذا القول وهو أنه في ظلمات من نفسه وصفاتها وأفعالها ليس بخارج منها { كذلك زيّن } للمحجوبين عملهم فاحتجبوا به .