Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 154-157)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثم آتينا موسى الكتاب } أي : بعدما وصّاكم بسلوك طريق الفضيلة في قديم الدهر { آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } [ البقرة ، الآية : 153 ] { تماماً على الذي أحسن } أي : تتميماً لكرامة الولاية ونعمة النبوّة مزيداً على الذي أحسنه موسى من سلوك طريق الكمال وبلوغه إلى ما بلغ من مقام المكالمة والقرب بالوجود الموهوب بعد الفناء في الوحدة ، كما قال تعالى : { فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ الأعراف ، الآية : 143 ] بالتكميل ودعوة الخلق إلى الحق { وتفصيلاً لكل شيء } يحتاج إليه الخلق في المعاد { وهدى } لهم إلى ربّهم في سلوك سبيله { ورحمة } عليهم بإفاضة كمالاته عليهم بواسطة موسى وكتابه { لعلهم بلقاء ربّهم يؤمنون } الإيمان العلمي أو العياني . { وهذا كتابٌ أنزلناه مُبَارك } بزيادة الهداية إلى محض التوحيد والإرشاد إلى سواء السبيل يهدي بأقرب الطرق إلى أرفع الدرجات من الكمال { فاتّبعوه واتّقوا } كل ما سوى الله حتى ذواتكم وصفاتكم { لعلكم ترحمون } رحمة الاستقامة بالله وفي الله بالوجود الموهوب . { أو تقولوا لو أنّا أُنْزِل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم } لقوّة استعداداتنا وصفاء أذهاننا إن صدقتم { فقد جاءتكم بينة من ربكم } بيان لكيفية سلوككم { وهدى } إلى مقصدكم { ورحمة } بتسهيل طريقكم وتيسيرها إلى أشرف الكمالات .