Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 74-75)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذْ قالَ إبراهيم لأبيه } أي : اذكر وقت سلوك إبراهيم طريق التوحيد عند تبصيرنا وهدايتنا إياه واطلاعه على شرك قومه واحتجابهم بظهور عالم المُلك عن حقائق عالم الملكوت وربوبيته تعالى للأشياء بأسمائه معتقدين لتأثير الأجرام والأكوان ، ذاهلين بها عن المكوّن فعيّرهم بذلك وقال لمقدّمهم وأكبرهم أبيه : { أتتخذ أصناماً آلهة } وتعتقد تأثيرها { إني أراك وقومك في ضلال مبين } ظاهر يعرف بالحسّ ، ومثل ذلك التبصير والتعريف العام الكامل نعرف إبراهيم ونريه { ملكوت السموات والأرض } أي : القوى الروحانية التي يدبر الله بها أمر السموات والأرض ، فإنّ لكل شيء قوة ملكوتية تحفظه وتدبر أمره بإذن الله { وليكون من الموقنين } فعلنا ذلك أي : بصّرناه ليعلم ويعرف أن لا تأثير إلا لله ، يدبّر بأسمائه التي هي ذاته مع كل واحدة من الصفات ، فتتكثر الأفعال من رواء حجب الأكوان . فالمحجوب بالكون واقف مع الحس يرى تلك الأفعال من الأكوان والمجاوز عنه الذي خرق حجاب الكون ووقف مع العقل محبوساً في قيده يراها من الملكوت ، والمهتدي بنور الهداية الإلهية المنفتحة عين بصيرته يرى أن الملكوت بالنسبة إلى ذات الله تعالى كالملك بالنسبة إلى الملكوت ، فكما لا يرى التأثير من الأكوان لا يراها من ملكوتها بل من مالكها ومكوّنها ، فيقول حقاً : لا إله إلا الله .