Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 99-101)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وهو الذي أنزل } من سماء الروح ماء العلم { فأخرجنا به نبات } كل صنف من الأخلاق والفضائل { فأخرجنا } من النبات هيئة خضرة النفس وزينة حسنة جميلة وبهجة بالعلم والخلق { نخرج } من تلك الهيئة والنفس الطرية الغضة أعمالاً مترتبة شريفة مرضية ، ونيّات صادقة يتقوّى بها القلب ، ومن نخل العقل من ظهور تعلقها معارف وحقائق قريبة التناول لظهورها بنور الروح كأنها بديهية { وجنّات من أعْنَاب } الأحوال والأذواق وخصوصاً أنواع المحبة القلبية المسكر عصيرها وسلافها ، وزيتون التفكّر ، ورمّان التوهمات الصادقة التي هي الهمم الشريفة ، والعزائم النفيسة { مشتبهاً } بعضها ببعض كالتعقلات والتفكرات والمعارف والحقائق والأعمال والنيّات وكمحبة الذات ومحبة الصفات { وغير متشابه } كأنواع المحبة مع الأعمال مثلاً ، أو مشتبهاً في رتبتها وقوتها وضعفها وجلائها وخفائها وغير متشابه فيه { انظُروا إلى ثمره إذا أثمر } وراعوه بالمراقبة عند السلوك وبدء الحال ، وليكن نظركم من اللذات إلى هذه الثمرات { وينعه } وكماله عند الوصول بالحضور { إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون } بالإيمان العلميّ ، ويوقنون هذه الآيات والأحوال التي عدّدناها . { وجعلوا لله شركاء الجنّ } أي : جعلوا جنّ الوهم والخيال شركاء لله في طاعتهم لها وانقيادهم . وقد علموا أنّ الله خلقهم فكيف يعبدون غيره { وخرقوا له } اختلقوا بالافتراء المحض { بنين } من العقول { وبنات } من النفوس يعتقدون أنها مؤثرات ومجرّدات مثله تولّدت منه { بغير علم } منهم أنها أسماؤه وصفاته لا تؤثر إلا به { سبحانه وتعالى } تنزّه عن أن يكون وجوداً مجرداً مخصوصاً بتعين خاص واحداً من الموجودات المتعينة يصدر عنه وجودات العقول المجرّدة والنفوس وتعاظم { عمّا يصفون } به علوّاً كبيراً . { بدِيع السموات والأرض } أي : عديم النظير والمثل في سموات عالم الأرواح وأرض عالم الأجساد { أنى يكون له ولد } أي : كيف يماثله شيء { ولم تكن له صاحبة } لأن الصاحبة لا تكون إلا متجانسة وهو لا يجانس شيئاً ، وإذا لم يجانس شيئاً لم يماثله فلم يكن له مثل يتولد منه { وخلق كل شيء } بتخصيصه يتعين في ذاته وإيجاده بوجوده لا بأنه موجود مثله { وهو بكل شيء عليم } يحيط علمه بالعقول والنفوس وغيرها كما يحيط وجوده بها وهي محاطة لا تحيط بعلمه ولا تعلم إلا بعلمه ولا توجد إلا بوجوده فلا تماثله لأنها بأنفسها معدومة ، وأنى يماثل المعدوم الموجود المطلق .