Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 1-8)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فقالوا أبشر يهدوننا } لما حجبوا بصفات نفوسهم عن النور الذي هو به يفضل عليهم بما لا يقاس ولم يجدوا منه إلا البشرية أنكروا هدايته ، فإن كل عارف لا يعرف معروفه إلا بالمعنى الذي فيه فلا يوجد النور الكمالي إلا بالنور الفطري ولا يعرف الكمال إلا الكامل ، ولهذا قيل : لا يعرف الله غير الله . وكل طالب وجد مطلوبه بوجه ما دالاً لما أمكن به التوجه نحوه ، وكذا كل مصدّق بشيء فإنه واجد للمعنى المصدّق به بما في نفسه من ذلك المعنى ، فلما لم يكن فيهم شيء من النور الفطري أصلاً لم يعرفوا منه الكمال فأنكروه ولم يعرفوا من الحق شيئاً فيحدث فيهم طلب فيحتاجوا إلى الهداية فأنكروا الهداية { فكفروا } مطلقاً أي : حجبوا عن الحق والدين والرسول وأعرضوا بالتوجه إلى ما وجدوا من المحسوسات عن المعقول { و } قد { استغنى الله } بكماله لأنه واجد كماله مشاهد لذاته عرفوا أو لم يعرفوا { والله غنيّ } بذاته عن إيمانهم لا يتوقف كمال من كمالاته عليهم ولا على معرفتهم له { حميد } كامل في نفسه بكمالاته الظاهرة في مظاهر ذرات الوجود خصوصاً على أوليائه وإن لم يظهر عليهم ، أي : إن لم يبصروه وإن لم يحمدوه بتلك الكمالات لاحتجابهم عنها فهو حميد من كل موجود بكماله المخصوص به .