Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 65, Ayat: 1-4)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ومن يتق الله } بحسب مقتضى مقامه واجتنب ذنب حاله { يجعل له مخرجاً } من ضيق المقام والمكاسب إلى سعة روح الحال والمواهب فمن يتقيه في معاصيه يجعل له مخرجاً من مضايق الهيئات المظلمة وعقوبات نيران الطبيعة { ويرزقه } ثواب جنة النفس وأنوار الفضائل من عالم الغيب { من حيث لا يحتسب } لعدم وقوفه منها ومن يتقيه في أفعال نفسه يجعل له مخرجاً إلى مقام التوكل ويرزقه تجليات الأفعال من حيث لا يحتسب ، ومن يتقيه في صفات نفسه يجعل له مخرجاً إلى مقام الرضا ويرزقه روح اليقين وثمرات تجليات الصفات الإلهية في جنة القلب من حيث لا يحتسب لعدم شعوره بها ، ومن يتقيه في وجوده والتنزه عنه يجعل له مخرجاً من ضيق أنائيته إلى فسحة الوجود المطلق ويرزقه الوجود الموهوب من حيث لا يحتسب ولا يخطر بباله { ومن يتوكل على الله } بقطع النظر عن الوسائل والانقطاع إليه من الوسايط { فهو حسبه } كافيه يوصل إليه ما قدّر له ويسوق إليه ما قسم لأجله من أنصبة الدنيا والآخرة { إن الله بالغ أمره } أي : يبلغ ما أراد من أمره لا مانع له ولا عائق ، فمن تيقن ذلك ما خاف أحداً ولا رجاء ، وفوّض أمره إليه ونجا { قد جعل الله لكل شيء قدراً } أي : عين لكل أمر حدّاً معيناً ووقتاً معيناً في الأزل لا يزيد بسعي ساع ولا ينقص بمنع مانع وتقصير مقصِّر ولا يتأخر عن وقته ولا يتقدّم عليه ، والمتيقن لهذا الشاهد له متوكل بالحقيقة . { ومن يتّق الله } في مراعاة وقته والاجتناب عن ذنب حاله { يجعل له } من أمر سلوكه { يسراً } أي : متى راع آداب مقامه واجتنب ذنوب حاله في المواطن تيسر له الترقي منه إلى أعلى .