Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 1-7)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا أيها المدّثر } أي : المتلبس بدثار البدن ، المحتجب بصورته { قُمْ } عن ما ركنت إليه وتلبست به من أشغال الطبيعة وانتبه عن رقدة الغفلة { فأنذر } نفسك وقواك وجميع من عداك عذاب يوم عظيم { وربّك فكبر } أي : إن كنت تكبر شيئاً وتعظم قدره فخصص ربّك بالتعظيم والتكبير لا يعظم في عينك غيره ويصغر في قلبك كل ما سواه بمشاهدة كبريائه { وثيابك فطهّر } اي : ظاهرك طهره أولاً قبل تطهير باطنك عن مدانس الأخلاق وقبائح الأفعال ومذامّ العادات ورجز الهيولى المؤدّي إلى العذاب { فاهجر } أي : جرّد باطنك عن اللواحق المادية والهيئات الجسمانية الغاسقة والغواشي الظلمانية الهيولانية { ولا تمنن تستكثر } ولا تعطي المال عند تجرّدك عنه مستغزراً طالباً للأغواض والثواب الكثير به ، فإن ذلك احتجاب بالنعمة عن المنعم وقصور همّة ، بل خالصاً لوجه الله افعل ما تفعل صابراً على الفضيلة له لا لشيء آخر ، وهذا معنى قوله : { ولرّبك فاصبر } أو لا تعط ما أعطيت في الزهد والطاعة والترك والتجريد مستكثراً رائياً إياه كثيراً فتحتجب برؤية فضيلتك وتبتلى بالعجب فيكون ذنب رؤية الفضيلة أعظم من ذنب الرذية ، كما قال عليه السلام : " لو لم تذنبوا لخشيت عليكم أشدّ من الذنب ، العجب العجب العجب " ، بل اصبر على الفضيلة خالصاً لوجه ربّك لا لغرض آخر هارباً عن الرذيلة بالطبع لا فضيلة لها أصلا ، فلا تبتهج برؤية زينتها بالفضيلة بل بفضل الله عليك فتتذلل وتخضع لا تتعزز وتستكثر .