Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 29-31)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لوّاحة للبشر } مغيرة لظواهر الأجساد إلى لون سواد خطاياهم وهيئات سيئاتهم وذلك من خاصية تلك النار كما تغير النار الجسمانية الألوان والهيئات { عليها تسعة عشر } هي الملكوت الأرضية التي تلازم المادة من روحانيات الكواكب السبعة والبروج الاثني عشر الموكلة بتدبير العالم السفلي المؤثرة فيه تقمعهم بسياط التأثير وتردّهم في مهاويها . { وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة } لتغلبهم وتقهرهم فإن عالم الملك في قهر عالم الملكوت وتسخيره { وما جعلنا عدّتهم إلا } لابتلاء المحجوبين وتعذيبهم وزيادة احتجابهم وارتيابهم . { ليستيقن الذين أوتوا } كتاب العقل الفرقاني { ويزداد الذين آمنوا } الإيمان اليقيني العلمي { إيماناً } بالكشف والعيان فلا يرتابوا كما ارتاب الجاهلون بالجهل البسيط المحجوبون . أو ليستيقن الذين اوتوا الكتاب من المقلّدين ويزداد المحققون تحقيقهم ولا يرتابوا كما ارتاب الجاهلون الذي لا اعتقاد لهم تحقيقاً ولا تقليداً { وليقول الذين في قلوبهم مرض } نفاق وشك من الجاهلين بالجهل البسيط { والكافرون } المحجوبون باعتقاداتهم الفاسدة من الجاهلين بالجهل المركب { ماذا أراد الله بهذا مثلا } أي : شيئاً عجيباً كالمثل المستغرب المتعجب منه أي : ما ذكرنا عدّتهم وما جعلناها كذلك إلا ليكون سبباً لظهور ضلال الضالين وهداية المهتدين كسائر الأسباب الموجبة لضلال من ضلّ وهداية من اهتدى مثل ذلك المذكور { يضلّ الله من يشاء } من أهل الشقاوة الأصلية ويهدي من يشاءْ من أهل السعادة الأزلية { وما يعلم جنود ربّك } عددها وكميتها وكيفيتها وحقيقتها إلا هو لإحاطة علمه بالماهيات وأحوالها { وما هي } أي : وما سقر متصل بقوله : سأصليه سقر من تتمة أوصافه . وقوله : { وما جعلنا } إلى قوله : { إلاّ هو } اعتراض لبيان حال الزبانية { إلاَّ } تذكرة للبشر .