Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 1-18)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ عمّ يتساءلون * عن النبأ العظيم } النبأ العظيم هو القيامة الكبرى ، ولذلك قيل في أمير المؤمنين علي عليه السلام : @ هو النبأ العظيم وفلك نوح @@ أي : الجمع والتفصيل باعتبار الحقيقة والشريعة لكونه جامعاً لهما . { إنّ يوم الفصل } أي : يوم يفصل بين الناس ويفرق السعداء من الأشقياء وبين كل طائفة من الفريقين باعتبار تفاوت الهيئات والصور والأخلاق والأعمال وتناسبها { كان } عند الله وفي علمه وحكمه { ميقاتاً } حدّاً معيناً ووقتاً موقتاً ينتهي الخلق إليه . { يوم يُنفخ في الصور } باتصال الأرواح بالأجساد ورجوعها بها إلى الحياة { فتأتون أفواجاً } فرقاً مختلفة كل فرقة مع إمامهم على حسب تباين عقائدهم وأعمالهم وتوافقها . " وعن معاذ رضي الله عنه أنه سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا معاذ ! سألت عن أمر عظيم من الأمور " ثم أرسل عينيه وقال : " يحشر عشرة أصناف من أمتي بعضهم على صورة القردة وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم منكسون أرجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها ، وبعضهم عمياً وبعضهم صمّاً بكماً وبعضهم يمضغون ألسنتهم فهي مدلاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم يتقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مقطّعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلّبون على جذوع من نار ، وبعضهم أشدّ نتناً من الجيف ، وبعضهم ملبسون جباباً سابغة من قطران لازقة بجلودهم . فأما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس ، وأما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت ، وأما المنكسون على وجههم فأكلة الربا ، وأما العمي فالذين يجورون في الحكم ، وأما الصمّ والبكم فالمعجبون بأعمالهم ، وأما الذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقصّاص الذين خالف قولهم أعمالهم ، وأما الذين قطعت أيديهم وأرجلهم فهم الذين يؤذون الجيران ، وأما المصلّبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان ، وأما الذين هم أشدّ نتناً من الجيف فالذين بتعبون الشهوات واللذات ومنعوا حق الله في أموالهم ، وأما الذين يلبسوا الجباب فأهل الكبر والفخر والخيلاء " ، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .