Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 84, Ayat: 1-15)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إذا السماء انشقت } كقوله : انفطرت { وأذنت لربّها } أي : انقادت لأمره بانفراجها عن الروح الإنساني انقياد السامع المطيع لآمره المطاع { وحقّت } أي : حقّ لها ووجب أن تنقاد لأمر القادر المطلق ولا تمتنع وهي حقيقة بذلك . { وإذا } أرض البدن { مدّت } وبسطت بنزع الروح عنها { وألقت ما فيها } من الروح والقوى { وتخلّت } تكلفت في الخلو عن كل ما فيها من الآثار والأعراض كالحياة والمزاج والتركيب والشكل بتبعية خلوها عن الروح . { إنك كادح إلى ربّك } ساعٍ مجتهد في الذهاب إليه بالموت ، أي : تسير مع أنفاسك سريعاً كما قيل : أنفاسك خطاك إلى أجلك ، أو مجتهد مجد في العمل خيراً أو شرّاً ذاهباً إلى ربّك { فملاقيه } ضررة ، والضمير إمّا للربّ وإما للكدح . { فأما من أوتي كتابه بيمينه } بأن جعل من أصحاب اليمين في الصورة الإنسانية آخذاً كتاب نفسه أو بدنه بيمين عقله ، قارئاً ما فيه من معاني العقل القرآني { فسوف يحاسب حساباً يسيراً } بأن تمحى سيئاته ويعفى عنه ويثاب بحسناته دفعة واحدة لبقاء فطرته على صفائها ونوريتها الأصلية { وينقلب إلى أهله } ممن يجانسة ويقارنه من أصحاب اليمين مسروراً فرحاً بصحتهم ومرافقتهم وبما أوتي من حظوظه . { وأما من أوتي كتابه وراء ظهره } أي : جهته التي تلي الظلمة من الروح الحيوانية بالجسد ، فإن وجه الإنسان جهته التي إلى الحق وخلفه جهته التي إلى البدن الظلماني بأن ردّ إلى الظمات في صور الحيوانات . { فسوف يدعو ثبوراً } لكونه في ورطة هلاك الروح وعذاب البدن { ويصلى سعيراً } أي : سعير نار الآثار في مهاوي الطبيعة . { إنه كان في أهله مسروراً } أي : ذلك لأنه كان بطراً في أهله بالنعم محتجباً بها عن المنعم ، ظانّاً أنه لن رجع إلى ربّه أو إلى الحياة بالبعث لاعتقاده أنه يحيا ويموت ولا يهلكه إلا الدهر . { بلى } ليحورنّ { إنّ ربّه كان به بصيراً } فيجازيه على حسب حاله .