Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 87, Ayat: 6-12)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ سنقرئك } نجعلك قارئاً لما في كتاب استعدادك الذي هو العقل القرآني من القرآن الجامع للحقائق فتذكره ولا تنساه أبداً { إلا ما شاء الله } أن ينسيك ويذهلك عنها فيدخر للمقام المحمود إذا بعثت فيه { إنه يعلم الجهر } أي : ما ظهر فيك من الكمال { وما يخفى } بعد بالقوة . { ونيسرك لليسرى } أي : نوفقك للطريقة اليسرى أي : الشريعة السمحة السهلة التي هي أيسر الطرق إلى الله وهو عطف على سنقرئك أي : نكملك بالكمال العلمي والعملي التام وفوق التام الذي هو التكميل وهي الحكمة البالغة والقدرة الكاملة . { فذكر إن نفعت الذكرى } أي : كمل الخلق بالدعوة إن كانوا قابلين متسعدّين لقبول التذكرة فتنفعهم ، يعني : أن التذكير وإن كان عاماً لا ينفع الخلق كلهم بل هو مشروط بشرط الاستعداد ، فمن استعدّ قبل انتفع به ، ومن لا فلا ، أجمل في قوله : { إن نفعت الذكرى } ، ثم فصّل بقوله : { سيذكر من يخشى } أي : يتذكر ويتعظ وينتفع به من كان لين القلب سليم الفطرة مستعداً لقبوله يتأثر به لنوريته وصفائه . { وتجنبها الأشقى } أي : يتحاماه المحجوب عن الربّ ، العديم الاستعداد ، النائي القلب الذي هو أشقى من المستعدّ الذي زال استعداده واحتجب بظلمة صفات نفسه { الذي يصلى النار الكبرى } التي هي نار الحجاب عن الربّ بالشرك والوقوف مع الغير ، ونار القهر في مقام الصفات ونار الغضب والسخط في مقام الأفعال ونار جهنم الآثار في المواقف الأربعة من موقف الملك والملكوت والجبروت وحضرة للاهوت أبد الآبدين فما أكبر ناره . وأما الثاني فلا يصلى إلا بنار الآثار .