Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 95, Ayat: 1-5)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والتين } أي : المعاني الكلية المنتزعة عن الجزئيات التي هي مدركات القلب ، شبَّهها بالتين لكونها غير مادية معقولة صرفة مطابقة لجزئياتها مقوية للنفس لذيذة كالتين الذي لا نوى له بل هو لبّ كله مشتمل على حبات كالجزئيات التي هي في ضمن الكليات ، مسمن للبدن فيه غذائية وتفكه { والزيتون } أي : المعاني الجزئية التي هي مدركات النفس شبهها بالزيتون لكونها مادية معدّة للنفس لإدراك الكليات كالزيتون الذي له نوى وهو دابغ لآلات الغذاء مثله { وطور سينين } أي : الدماغ الذي هو معدن الحس والتخيل المرتفع من أرض البدن كالجبل { وهذا البلد الأمين } أي : القلب الحافظ ما فيه من المعاني الكلية أو المأمون فساده وفناؤه لتجرّده عن اختلاف الاشتقاق من الأمانة والأمن . أقسم بما يحصل به كمال الإنسان ووجوده من المعاني الكلية والجزئية والقلب والنفس أي : المدركين ومدركاتهما تعظيماً للإنسان وإظهاراً لشرفه وتكريماً على أنه خلق الإنسان . { في أحسن تقويم } أي : تعديل من جمع الظلمة والنور فيه والجمع بين الأضداد والموافقة بينها وجعله واسطة بين العالمين جامعاً لهما ، وتسوية خَلْقه وخُلقه وتحسين صورته ومعناه : في أعدل مزاج وأكمل نوع وأفضل مخلوق . { ثم رددناه } لاحتجابه بالظلمة عن النور والوقوف مع رذائل الأخلاق والإعراض عن الفضائل { أسفل } من سفل خلقاً ورتبة من أهل الدركات ، وأقبح من قبح صورة وتركيباً وأشوهه خلقة وشكلاً ومنظراً وهم أصحاب النار في سجين الطبيعة .