Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 73-73)
Tafsir: Rūḥ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وجعلناهم ائمة } يقتدى بهم فى امور الدين { يهدون } اى الامة الى الحق { بامرنا } لهم بذلك وارسلنا اياهم حتى صاروا مكملين { واوحينا اليهم فعل الخيرات } ليحثوهم عليه فيتم كما لهم بانضمام العمل الى العلم . يقول الفقير جعلوا المصدر من المبنى للمفعول بمعنى ان يفعل الخيرات بناء على ان التكاليف يشترك فيها الانبياء والامم ولكن قوله تعالى فى اواخر هذه السورة { انهم كانوا يسارعون فى الخيرات } وقوله تعالى فى سورة مريم حكاية عن عيسى عليه السلام { واوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا } ينادى على انه من المبنى للفاعل ولا يضر ذلك فى الاشتراك اذا لانبياء اصل فى الذى اوحى اليهم من الاوامر { واقام الصلاة وايتاء الزكاة } عطف الخاص على العام دلالة على فضّله وحذفت تاء الاقامة المعوضة من احدى الالفين لقيام المضاف اليه مقامه { وكانوا لنا } خاصة دون غيرنا { عابدين } لا يخطر ببالهم غير عبادتنا والعبادة غاية التذلل . قال فى التأويلات النجمية قوله { ووهبنا } يشير الى ان الاولاد من مواهب الحق لا من مكاسب العبد وقوله { وكلا جعلنا صالحين } يشير الى ان الصلاحية من المواهب ايضا وحقيقة الصلاحية حسن الاستعداد الفطرىّ لقبول الفيض الالهىّ وقوله { وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا } يشير الى ان الامامة ايضا من المواهب وانه ينبغى ان الامام يكون هاديا بامر الله لا بالطبع والهوى وان كان له اصل البداية وقوله { واوحينا } الخ يشير الى ان هذه المعاملات لا تصدر من الانسان الا بالوحى للانبياء وبالالهام للاولياء وان طبيعة النفس الانسانية ان تكون امارة بالسوء انتهى . واعلم ان آخر الآيات نبه على اهل الاخلاص بالعبارة وعلى غيره بالاشارة فالاول هو العبد المطلق والثانى هو عبد هواه ودنياه وفى الحديث " تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار " خصصهما بالذكر لانهما معظم ما يعبد من دون الله تعالى . وعن يحيى بن معاذ انه قال الناس ثلاثة اصناف . رجل شغله معاده عن معاشه . ورجل شغله معاشه عن معاده . ورجل مشتغل بهما جميعا فالاول درجة العابدين والثانى درجة الهالكين والثالث درجة المخاطرين وفى المثنوى