Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 46-46)
Tafsir: Rūḥ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقوم نوح } اى وأهلكنا قوم نوح فان ماقبله يدل عليه ويجوز أن يكون منصوبا باذكر المقدر { من قبل } اى من قبل هؤلاء المهلكين { انهم كانوا قوما فاسقين } خارجين عن الحدود فيما كانوا فيه من الكفر والمعاصى وهو علة لاهلاكهم . واعلم ان الله تعالى قد ارسل الرسل وشرع الشرآئع وحد الحدود فمتى تعديت الحد الذى حل لك الشارع صرت فاسقا واطلعت الشيطان وتنحى عنك عند العصيان الملك المؤيد للمؤمنين فاذا وكل العبد الى نفسه والى الشيطان فقد هلك وكل نار وعذاب وبلاء فانما يأتى من الداخل لامن الخارج اذلا خارج من وجود الانسان فالعذاب صورة اوصافه وافعاله واخلاقه عادت اليه حين عصى الله تعالى وكذا الثواب صورة ذلك عادت اليه حين اطاع الله تعالى فان قلت كل ذلك اذا كان من احوال العين الثابتة للعبد فكل عبد فانما يمر على طريقه فى الهداية والضلالة فما معنى دعوة الانبياء وارشاد الاولياء قلت تلك الدعوة ايضا من احوال اعيان المدعوين فخلاف المخالفين وان كان من التجلى لكن حقائق الانبياء اقتضت التجلى بموافقة التجلى من وجه والرد عليه من آخر فكان امرهم حيرة فلو كانوا يخدمون التجلى مطلقا لما ردوا على احد فاذا ورد الامر التكليفى فاما ان يوافقه الامر الارادى اولا فان وافقه فالمكلف منتقل من دائرة الاسم المضل الى دآئرة الاسم الهادى وذلك الانتقال من احوال عينه وان لم يوافقه فمعنى التكليف انه من احوال عينه ولابد وايضا فيه تمييز الشقى من السعيد وبالعكس فاعرف هذه الجملة تسعد واجتهد حتى ينقلك الله من دآئرة الحانب الى دآئرة الاحباب ولا تغتر بكثرة الدنيا وطول العمر كما فعل الكفار والفساق حتى لايحل بك ماحل بهم من الصاعقة والطوفان مع ان صاعقة الموت وطوفان الحوادث لابد وان تحل بكل احد بحيث لايستطيع القيام من مكانه فيموت فى مقامه قال الشيخ سعدى فى البستان