Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 105-105)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : الود : محبة الشيء مع تمنيه و { مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } بيانية كقوله : { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } ، و { أَن يُنَزَّلَ } معمول يود ، و { مِّنْ خَيْرٍ } صلة ، و { مِّن رَّبكُمْ } ابتدائية . يقول الحق جلّ جلاله : ما يتمنى { الذين كفروا من أهل الكتاب } إنزال خير عليكم { مِّن رَّبِّكُمْ } ولا المشركون حسداً منهم ، بل يتمنون أن تبقوا على ضلالتكم وذُلِّكُمْ ، { والله يختص برحمته } كالنوبة والولاية { من يشاء } من عباده . فلا يجب عليه شيء ولا يمتنع عليه ممكن ، { وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } ، فَيَمُنُّ بالنبوة أو الولاية على مَن يشاء فضلاً وإحساناً . الإشارة : في الآية تنبيهان : أحدهما : أن من كان يحسد أهل الخصوصية وينكر عليهم ، فيه نزعة يهودية ، وخصلة من خصال المشركين ، والثاني : أن حسد أهل الخصوصية والإنكار عليهم أمر شائع وسنة ماضية ، فليوطن المريد نفسه على ذلك : وليعلم انه ما يقال له إلا ما قيل لمن قبله ، { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً } [ الأحزَاب : 62 ] ، وما من نعمة إلا وعليها حسود . وقال حاتم الطائي : @ ومِنْ حَسَدٍ يَجُورُ عَلَيَّ قَومي وأيُّ الدهر ذُو لَمْ يَحْسُدُوني @@ وبالله التوفيق .