Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 170-170)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : الضمير في { لهم } يعود على { من يتخذ من دونه الله أنداداً } ، أو على { الناس } ، من قوله : { يا أيها الناس } ، أو على { اليهود } المتقدمين قبلُ ، وألفى : بمعنى وجد ، يتعدّى إلى مفعولين ، وهما هنا : { آباءنا } والجار والمجرور ، أي : نتبع في الدين ما وجدنا آباءنا كائنين عليه . يقول الحقّ جلّ جلاله : { وإذا قيل } لهؤلاء المشركين من كفار العرب : { اتبعوا ما أنزل الله } على سوله من التوحيد ، وترك الأنداد له والأمثال ، وتحريم الحرام وتحليل الحلال ، { قالوا بل نتبع } ما وجدنا { عليه آباءنا } من عبادة الأصنام ، وارتكاب المعاصي والآثام ، قال الحق جلّ جلاله : أيتبعونهم تقليداً وعَمى ، ولو كان آباؤهم جهلة { لا يعقلون شيئاً } من الدين ، ولا يتفكرون في سبيل المهتدين ؟ ! وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - : دعا النبيّ صلى الله عليه وسلم اليهودَ إلى الإسلام ، ورغبهم فيه ، فقال له رافع بن خارجة ومالك بن عوف : بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا ، فهم كانوا خيراً وأعلم منا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . هـ . الإشارة : وإذا قيل لمن أكَبَّ على دنياه ، واتخذ إلهه هواه ، فأشرك في محبة الله سواه : أقلعْ عن حظوظك وهواك ، وأفرد الوجهه إلى مولاك ، واتبع ما أنزل الله من وجوب مخالفة الهوى ومحبة المولى ، قال : بل أتبع ما وجدتُ عليه الآباء والأجداد ، وأكبَّ عليه جلُّ العباد ، فيقال له : أتتبعهم في متابعة الهوى ، ولو كانوا لا يعقلون شياً من طرق الهدى ؟ وقد قال - عليه الصلاة والسلام - : " لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتى يَكُونَ هَواهُ تَبعاً لِمَا جِئتُ به " هـ …