Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 136-136)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحقّ جلّ جلاله : مخاطبًا من أسلم من اليهود وهو عبدالله بن سَلاَم وأسَد وأسيد ابنا كَعبٍ ، وثَعلبة بن قَيسٍ ، وسلاَّم ابن أخت عبدالله بن سلام ، وسلمة ابن أخية ويامين قالوا يا رسول الله ، نؤمن بك وبكتابك وبموسى والتوراة وعُزَّير ، ونكفُرُ بما سِوَاهُ من الكُتب ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم " آمِنُوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبكتابه القرآن ، وبكل كتاب قبله " فَنزلت الآية . فقال لهم جلّ جلاله : { يأ أيها الذين آمنوا } بمحمد ، بعد أن آمنوا بموسى { آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزَّل على رسوله } القرآن { والكتاب الذي أنزل من قبل } أي : جنس الكتاب ، فتدخل الكتب المتقدمة كلها ، { ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر } أي : ومن يكفر بشيء من ذلك { فقد ضل ضلالاً بعيدًا } أي : أخطا خطًأ بعيدًا لا يكاد يعود إلى الطريق ، فلما نزلت قالوا : يا رسول الله إن نؤمن بالجميع ، ولا نفرق بين أحد منهم ، كما فرقت اليهود والنصارى . وقيل : الخطاب للمنافقين ، أي : يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم آمِنُوا بقلوبكم ، كما آمنتم بألسنتكم ، وقيل : للمؤمنين ، أي : دوموا على إيمانكم ، وأثبتوا عليه . الإشارة : أمر الحقّ جلّ جلاله ، أهل الإيمان أن يجددوا إيمانهم ، فيثبتوا على ما هو حاصل ، ويسترشدوا إلى ما ليس بحاصل ، فإن أنوار الإيمان تتزايد وتترادف على القلوب بحسب التصفية والنظر ، وبقدر الطاعة والتقرب ، فلا يزال العبد يتقرب إلى الله ، وأنوار التوجه تتوارد عليه ، حتى تشرق عليه أنوار المواجهة وهي أنوار الشهود ، فشروق الأنوار على قدر صفاء الأسرار ، وورود الإمداد على حسب الاستعداد ، فبقدر التفرغ من الأغيار ترد على القلوب المواهب والأسرار ، وهذا كله لمن صحب العارفين وأخذ عنهم ، وملّك زمام نفسه لهم ، وإلا فحَسبُه الإيمان بالغيب ، ولو عمل ما عمل ، وبالله التوفيق .