Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 44-45)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : دخلت الباء على الفاعل في { كفى بالله } ، لتضمنه معنى أكتف بالله وكيلاً . يقول الحقّ جلّ جلاله { ألم تر } يا محمد ، أو يا من يسمع ، ببصرك أو بقلبك { إلى } حال { الذين أوتوا نصيبًا } يسيرًا { من } علم { الكتاب } أي : التوراة ، وهم أحبار اليهود ، { يشترون الظلال } بالهدى ، أي : يستبدلونها بها بعد تمكنهم منها عادة ، { ويُريدون أن تضلوا السبيل } أي : الطريق الموصلة إلى الحق ، أي : يتمنون انحرافكم عنها ، فإذا سمعوا عنكم ما يحرفكم عنه فرحوا واستبشروا ، لأنهم انحرفوا عنها فحرفوا كتابهم وبدلوا ، فتمنوا أن تكونوا مثلهم ، فاحذروا ما يتوقع منكم أعداؤكم ، فإن الله أعلم بهم منكم ، فسيكفيكم الله أمرهم ، فثقوا به وتوكلوا عليه ، فكفى بالله وليًا وكفى بالله نصيرًا ، فسيتولى أمركم وينصركم على من عاداكم . وبالله التوفيق . الإشارة : من شأن أهل الإنكار ، ولا سيما من سلف له في أسلافه رياسة أو إظهار ، إذا سمعوا بأهل النسبة وقع لهم شيء من الأكدار ، فرحوا واستبشروا ، وودوا لو حادوا كلهم عن سبيل الحق ، والله مطلع على أسرارهم ، وكاف بأسهم وشرهم ، { وكفى بالله وليًا } لأوليائه ونصيرًا لأحبابه ، والله تعالى أعلم .