Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 106-107)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحقّ جلّ جلاله : { اتبع ما أُوحى إليك من ربك } بالدوام على التمسك به ، والاهتداء بهديه ، ودم على توحيده ، { لا إله إلا هو } فلا تصغ إلى من يعبد معه غيره ، { وأعرض عن المشركين } ، فلا تحتفل بأقوالهم ، ولا تلتفت إلى رأيهم ، وهذا محكم ، أو : أعرض عن عقابهم وقتالهم ، وهو منسوخ بآية السيف ، { ولو شاء الله ما أشركوا } : لكن سبقت مشيئته بإشراكهم ، ولو أراد إيمانهم لآمنوا ، وهو حجة على المعتزلة ، { وما جعلناك عليهم حفيظًا } : رقيبًا ، { وما أنت عليهم بوكيل } تقوم بأمرهم ، وتُلجئهم إلى الإيمان { إَن أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ } [ فَاطِر : 23 ] . الإشارة : الإعراض عن الخلق والاكتفاء بالملك الحق ركن من أركان الطريق ، قال الشيخ زروق رضي الله عنه : أصول الطريقة خمسة أشياء : تقوى الله في السر والعلانية ، واتباع الرسول في الأقوال والأفعال ، والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار ، والرجوع إلى الله في السراء والضراء ، والرضا عن الله في القليل والكثير . هـ . ثم نهى عن التعرّض لأصنامهم ، فقال : { وَلاَ تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } .