Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 139-139)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : { خالصةٌ } : خبر لـ { ما } ، وأنثه حملاً على المعنى ، لأن { ما } واقعة على الأجنة ، وذكّر { محرم } حملاً على لفظ { ما } ، ويحتمل أن تكون التاء للمبالغة ، ومن قرأ : { تكن } ، بالتأنيث ، فالمراد : الأجنة ، ومن قرأ بالتذكير فراعى لفظ { ما } . يقول الحقّ جلّ جلاله : { وقالوا ما } استقر { في بطون هذه الأنعام } ، بمعنى : البحائر والسوائب ، من الأجنة ، { خالصة لذكورنا } لا يشاركون فيه ، { ومحرم على أزواجنا } أي : نسائنا ، يعني : أن ما يولد للبحائر والسوائب ، قالوا هو حلال لذكورهم دون نسائهم ، هذا إن وُلد حيًا ، { وإن يكن ميتة } بأن ولد ميتًا { فهم فيه شركاء } فالذكور والإناث سواء ، { سيجزيهم وصفهم } أي : سيجزيهم على ما وصفوا وافتروا على الله من الكذب في التحليل والتحريم ، فهو كقوله : { وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ } [ النّحل : 62 ] ، { أنه حكيم } في صنعه ، { عليم بخلقه } فيجزي كلاًّ على قدر جُرمه . الإشارة : اعلم أن جيفة الدنيا اشترك النساء مع الرجال فيها ، لقوله تعالى : { وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء } ، والزهد في النساء قليل بالنسبة إلى الرجال ، واعلم أيضًا أن الحق تعالى يجازي عبده جزاء موافقًا لوصفه ، فإن كان وصفه التعظيم لكل شيء عظمه الله ، ومن كان وصفه التصغير صغره الله ، ومن كان وصفه الإحسان أحسن الله إليه ، ومن كان وصفه الإساءة أساء الله إليه ، ومن كان وصفه الفرق فرقه الله ، ومن كان وصفه الجمع جمعه الله ، وهكذا : كما تدين تدان ، كما تقابل الأشياء تقابلك ، قال تعالى : { سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم } . ثم شَنَّعَ عليهم قتل الأولاد ، فقال : { قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوۤاْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً } .