Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 1-1)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

إما أن تكون مختصرة من المصطفى ، على عادة العشاق يرمزون إلى ذكر بعض حروف المحبوب ، اتقاء الرقباء ، أي : يا أيها المصطفى المختار لرسالتنا هذا كتاب أنزل إليك ، وإما أن تشير إلى العوالم الثلاثة : الجبروت والملكوت والملك . وزاد هنا الصاد ، إشارة إلى صدقه فيما يُخبر به من علم الغيوب ، ولذلك ذكر هنا جملة من القصص والأخبار . وقال الورتجبي : كان الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يتكلم مع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بقصص الأنبياء ، وما جرى عليهم في الدهور والأعصار ، وشأنه معهم في الأسرار والحقائق والشرائع ، وأراد أن يخصه صلى الله عليه وسلم بشريعته ، وما يكون من طريقته الخاصة إلى حضرته ، ويخبره بما كان وما يكون ، أشار إلى هذه الأشياء بحروف التهجي ، واعلمه سر ذلك بخفي الإشارة ولطيف الخطاب ، وعلم تعالى أنه عليه الصلاة والسلام يعرف بتلك الإشارة مراده من علم سابق ، ونبأٍ صادق ، وعلم تعالى أن عموم أمته لا تعرف تلك الإشارة ، فعبَّر عنها بسورة طويلة من القرآن ليعرفوا مراده سبحانه من خطابه ، وخواص أمته ربما تطلع على سر بعضها ، كالصحابة والتابعين والمتقدمين من العلماء والأولياء ، كأنَّ حروف المقطعات رموز ومعاني سور القرآن ، لا يعرف تلك الرموز إلا الربانيون والأحبار من الصديقين . هـ . ثم ذكر حكمة إنزال الكتاب ، فقال : { كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ } .