Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 37-37)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحقّ جلّ جلاله : { فمن أظلمُ ممن افترى على الله كذبًا } بأن نسب إليه الولد والشريك ، { أو كذَّب بآياته } التي جاءت بها الرسل من عنده ، أي : لا أحد أظلم منه ، أو تَقوَّل على الله ما لم يقله ، وكذّب بما قاله ، { أولئك ينالُهم نصيبُهم من الكتاب } أي : يلحقهم نصيبهم مما كتب في اللوح المحفوظ من الأرزاق والآجال ، { حتى إذا } انقضت أعمارهم و { جاءتُهم رسلُنا يَتوفَّونهم } أي : يتوفون أرواحهم ، { قالوا } لهم توبيخًا : { أين ما كنتم تدّعون من دون الله } أي : أين الآلهة التي كنتم تعبدونها من دون الله لتدفع عنكم العذاب ؟ { قالوا ضلُّوا عنا } غابوا عنا { وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين } ، اعترفوا بأنهم كانوا ضالين فيما كانوا عليه ، وندموا حيث لم ينفع الندم ، وقد زلت بهم القدم . الإشارة : كل من أعرض عن خصوص أهل زمانه واشتغل بمتابعة حظوظه وهواه ، ينال نصيبه من الدنيا الفانية وما قُسِم له فيها فإذا جاءت منيته ندم وتحسر ، وقيل له : أين ما تمتعت به وشغلك عن مولاك ؟ فيقول : قد غاب ذلك وفنى وانقضى ، وكأنما كان برقًا سَرَى ، أو طَيفَ كَرَى ، والدهر كله هكذا لمن سدد نظرًا ، وعند الصباح يحمد القوم السُّرَى ، وستعلم ، إذا انجلى الغبار ، أفرس تحتك أم حمار . وقد قال صلى الله عليه وسلم في بعض خطبه : " لا تَخدَعَنَّكُم زخارفُ دُنيا دَنِيَّة ، عن مَراتب جَنَّاتٍ عَالِية فكان قد كِشفَ القِناع ، وارتفع الارتياب ، ولاقى كل امرىءٍ مستقَرِّه ، وعرف مثواه ومُنَقَلَبه " وفي حديث آخر : " مَن بدأ بَنَصِيبه من الدنيا فَاتَه نصيبُه من الآخرة ، ولم يُدرك منها ما يريد ، ومن بدأ بنصيبه من الآخرة ، وصل إليه نصيبه من الدنيا ، وأدرك من الآخرة ما يريد " . ثم ذكر عذاب أهل التكذيب ، فقال : { قَالَ ٱدْخُلُواْ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ } .