Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 3-4)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : وأذان : مبتدأ ، أو خبر ، على ما تقدم في براءة ، وهو فَعال بمعنى إفعال كالعطاء بمعنى الإعطاء ، أي : وإعلام من الله ورسوله واصل إلى الناس ، ورفع " رسوله " إما عطف على ضمير برئ ، أو على محل " إن " واسمها ، أو مبتدأ حُذف خبره ، أي : ورسوله كذلك . يقول الحق جل جلاله : { وأذانٌ من الله ورسوله } واصل إلى الناس ، ويكون { يومَ الحج الأكبر } وهو يوم النحر لأن فيه تمام الحج ومعظم أفعاله ، ولأن الإعلام كان فيه . ولما روي أنه عليه الصلاة والسلام وقف يوم النحر ، عند الجمرات ، في حجة الوداع فقال : " هذا يوم الحج الأكبر " ، وقيل : يوم عرفة لقوله عليه الصلاة والسلام ـ : " الحج عرفة " ووصف الحج بالأكبر لأن العمرة تسمى الحج الأصغر . وذلك الإعلام بأنَّ { الله بريء من المشركين ورسولُه } عليه الصلاة والسلام كذلك . قال البيضاوي ولا تكرار فإن قوله : { براءة من الله } : إخبار بثبوت البراءة ، وهذا إخبار بوجوب الإعلام بذلك ، ولذلك علقه بالناس ولم يخص بالمعاهدين . هـ . { فإن تُبْتُم } يا معشر الكفار ورجعتم عن الشرك ، { فهو } أي : الرجوع { خيرٌ لكم } ، { وإن توليتم } أي : أعرضتم عن التوبة وأصررتم على الكفر { فاعلموا أنكم غيرُ معجزي الله } لا تفوتونه طلباً ، ولا تعجزونه هرباً في الدنيا ، { وبَشّرِ الذين كفروا بعذاب أليمٍ } في الآخرة . ولما أمر بنقض عهود الناكثين استثنى من لم ينقض فقال : { إَلا الذين عاهدتُّم } أي : لكن الذين عاهدتم { من المشركين } ، وهم بنو ضمره وبنو كنانة ، { ثم لم يَنقُضُوكم شيئاً } من شروط العهد ، ولم ينكثوا ، ولم يقتلوا منكم ولم يضروكم قط ، { ولم يُظاهروا عليكم أحداً } أي : لم يعاونوا عليكم أحداً من أعدائكم ، { فأتموا إليهم عهدهم إلى } تمام { مُدتهم } ، وكانت بقيت لهم من عهدهم تسعة أشهر . ولا تجروهم مجرى الناكثين { إن الله يحب المتقين } ، وهو تعليل وتنبيه على أن إتمام عهدهم من باب التقوى . قاله البيضاوي . الإشارة : من أعظم شؤم الشرك : إن الله ورسوله تبرآ من أهله مرتين : خاصة وعامة ، فيجب على العبد التخلص منه خفياً أو جلياً ، ويستعين على ذلك بصحبة أهل التوحيد الخاص ، حتى يُخلصوه من أنواع الشرك كلها ، فإن صدر منه شيء من ذلك فليبادر بالتوبة وأصر على شركه ، كان ذلك هوانه وخزيه ، وبالله التوفيق . ثم أمر بجهاد المشركين بعد الأربعة الأشهر التي أمهلتهم فيها ، فقال : { فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ } .