Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 24-33)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه } [ 24 ] فقامت امرأة العزيز وغلقت الأبواب فلما هما رأى يوسف صورة يعقوب في ناحية البيت عاضاً على اصبعيه يقول يا يوسف ! أنت في السماء مكتوب في النبيين وتريد أن تكتب في الأرض من الزناة ؟ فعلم أنه قد أخطأ وتعدى ، وحدثني أبي عن بعض رجاله رفعه قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : لما همت به وهم بها قامت إلى صنم في بيتها فألقت عليه الملاءة لها فقال لها يوسف ما تعملين ؟ قالت أُلقي على هذا الصنم ثوباً لا يرانا فإني أستحيي منه ، فقال يوسف فأنت تستحين من صنم لا يسمع ولا يبصر ولا استحي أنا من ربي فوثب وعداً وعدت من خلفه وأدركهما العزيز على هذه الحالة وهو قول الله تعالى : { واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدا الباب } [ 25 ] فبادرت امرأة العزيز فقالت للعزيز : { ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم } فقال يوسف للعزيز : { هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها } [ 26 ] فألهم الله يوسف أن قال للملك سل هذا الصبي في المهد فإنه يشهد أنها راودتني عن نفسي ، فقال العزيز للصبي فأنطق الله الصبي في المهد ليوسف حتى قال : { إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين } [ 26 - 27 ] فلما رأى قميصه قد تخرق من دبر قال لامرأته { إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم } [ 28 ] ثم قال ليوسف : { أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين } [ 29 ] وشاع الخبر بمصر وجعلت النساء يتحدثن بحديثها ويعيرنها ويذكرنها وهو قوله : { وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه } [ 30 ] فبلغ ذلك امرأة العزيز فبعثت إلى كل امرأة رئيسة فجمعتهن في منزلها وهيئت لهن مجلساً ودفعت إلى كل امرأة اترنجة وسكيناً فقالت اقطعن ثم قالت ليوسف : { اخرج عليهن } [ 31 ] وكان في بيت فخرج يوسف عليهن فلما نظرن إليه أقبلن يقطعن أيديهن وقلن كما حكى الله عز وجل : { فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكأ } أي اترنجة { وآتت كل واحدة منهن سكيناً وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه } إلى قوله : { إن هذا إلا ملك كريم } فقالت امرأة العزيز : { فذلكن الذي لمتنني فيه } [ 32 ] أي : في حبه { ولقد راودته عن نفسه } أي : دعوته { فاستعصم } أي : امتنع ثم قالت : { ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين } فما أمسى يوسف في ذلك البيت حتى بعثت إليه كل امرأة رأته تدعوه إلى نفسها فضجر يوسف فقال : { ربِّ السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن } [ 33 ] أي : حيلهن { أصب إليهن } أي : أميل إليهن وأمرت امرأة العزيز بحبسه فحبس في السجن .