Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 9-9)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً } يقول قد آتيناك من الآيات ما هو أعجب منه ، وهم فتية كانوا في الفترة بين عيسى بن مريم ومحمد صلى الله عليه وآله ، وأما الرقيم فهما لوحان من نحاس مرقوم أي مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم وما أراد منهم دقيانوس الملك وكيف كان أمرهم وحالهم ، قال علي بن إبراهيم فحدثني أبي عن ابن عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان سبب نزولها يعني سورة الكهف أن قريشاً بعثوا ثلاثة نفر إلى نجران ، النضر بن الحارث بن كلدة وعقبة بن أبي معيط والعاص بن وائل السهمي ليتعلموا من اليهود والنصارى مسائل يسألونها رسول الله صلى الله عليه وآله ، فخرجوا إلى نجران إلى علماء اليهود فسألوهم فقالوا : سلوه عن ثلاث مسائل فإن أجابكم فيها على ما عندنا فهو صادق ثم سلوه عن مسألة واحدة فإن ادعى علمها فهو كاذب قالوا : وما هذه المسائل ؟ قالوا : سلوه عن فتية كانوا في الزمن الأول فخرجوا وغابوا وناموا وكم بقوا في نومهم حتى انتبهوا ؟ وكم كان عددهم ؟ وأي شيء كان معهم من غيرهم وما كان قصتهم ؟ واسألوه عن موسى حين أمره الله أن يتبع العالم ويتعلم منه من هو وكيف تبعه وما كان قصته معه ؟ واسألوه عن طايف طاف من مغرب الشمس ومطلعها حتى بلغ سد ياجوج وماجوج من هو وكيف كان قصته ؟ ثم أملوا عليهم أخبار هذه الثلاث مسائل وقالوا لهم إن أجابكم بما قد أملينا عليكم فهو صادق وإن أخبركم بخلاف ذلك فلا تصدقوه ، قالوا : فما المسألة الرابعة ؟ قال : سلوه متى تقوم الساعة ؟ فإن ادعى علمها فهو كاذب فإن قيام الساعة لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى . فرجعوا إلى مكة واجتمعوا إلى أبي طالب عليه السلام فقالوا : يا أبا طالب إن ابن أخيك يزعم أن خبر السماء يأتيه ونحن نسأله عن مسائل فإن أجابنا عنها علمنا أنه صادق وإن لم يجبنا علمنا أنه كاذب ، فقال أبو طالب : سلوه عما بدا لكم فسألوه عن الثلاث مسائل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : غداً أخبركم ولم يستثن فاحتبس الوحي عليه أربعين يوماً حتى اغتم النبي صلى الله عليه وآله وشك أصحابه الذين كانوا آمنوا به وفرحت قريش واستهزؤا وآذوا وحزن أبو طالب ، فلما كان بعد أربعين يوماً نزل عليه بسورة الكهف فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جبرائيل لقد أبطأت ؟ فقال : إنا لا نقدر أن ننزل إلا باذن الله فأنزل { أم حسبت } يا محمد { إن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً } .